باستثناء حالات قليلة ومعزولة، فإن أغلبية الأثرياء في موريتانيا أشخاص تحصلوا على ثرواتهم بطرق غير شرعية، أو على الأقل غير أخلاقية!
حيث الأثرياء هنا إما أن يكونوا “رجال أعمال” خلقتهم بئة فاسدة، وزرعتهم جهات أكثر فسادا وأقل طهرا..
وإما أن يكونوا تجار أدوية أو مواد غذائية، وهؤلاء في الغالب أناس يتاجرون بسلامة وصحة المواطن، ولا توقفهم المكابح القنانونية و لا الأخلاقية، ولايهتمون للبقاء في حظيرة الوطن، ولا يستقيم لهم أمر إلا بالقتل!
والصنف الآخر موظفون تحصلوا على أموالهم من خلال الرشاوي أو التسهيل للصنفين الأولين والشراكة معهما، أوربما باعوا ولاءهم لجهات أجنبية مقابل ثروات أقل أثمانها فساد وطن وتخريب اقتصاده، والاخلال بنظمه القيمية والتربوية..
أما النوع الآخر فهم أشخاص جمعوا ثرواتهم بالتحايل و ” استفريس” وهم أقل الأثرياء ضررا، لأنهم على الأقل يساهمون في خلق حركة اقتصادية وتنموية من خلال جلب عملات صعبة، قد تكون مجهولة المصدر، لكنها ليست من موارد الدولة على الأقل، و يستفيد منها المواطن البسيط مثلما تستفيد منها المجموعات السالفة الذكر، وبكميات أكبر.
لكن أسوء المتمولين في بلادنا على الإطلاق، هم النخب السياسية والإعلامية، والمدونين ومن على شاكلتهم، من من يتغذون على فتات تلك الثروات ويسخرون أنفسهم وأقلامهم وأفكارهم وآراءهم واجتهاداتهم للتبرير لهذا الطرف أوذاك.. فتراهم يتعاملون مع الأثرياء ومع هذه الثروات كما لوكانت نسيا يحلونها عاما ويحرمونها عاما..أو تلفاهم يؤمنون ببعضها ويكفرون ببعض، ويزنون بالقسطاص، ويتبعون ما تشابه!
وأكثر هؤلاء سوءا وأقلهم حياء من يغرس قدميه في وحل الفساد وتأخذه النشوة في مجالس أغنياه حتى يفقد ملابسه الداخلية وهو يجرد سيفه ليصول به في أعراض أغنياء غيره!
هولاء بالذات هم أشخاص أصيبوا بجفاف التفكير وتصحر التقييم وأعيتهم الحيلة وإساءة الفهم والتقدير، فلم يشفع لهم إعلان البراءة لأن طمعهم يسبق توبتهم، وريقهم يساقط على موائد الأغنياء مثلما تساقط أقنعته مع كل منحدر تجربي أو ظهور تبريري.
محمد فال حرمه