وكالة صحفي مَيل مَيل

تظلم و شكوى معروضان أمام رئيس الجمهورية/محمدالمهدي/صاليحي

السيد رئيس الجمهرية الموقر
السلام عليكم و رحمة الله و الصلاة و السلام علي رسول الله .
و بعد :
فقد آنست من خطاباتكم المتكررة قبولكم الاختلاف فى الرأي و استنكاركم وجود البلاد فى مراحل تجاوزتها الامكانات و التفاتتكم الى محاربة الفساد كشعار لفترة انتدابكم الجديدة و عليه فضلت أن أكون صريحا معكم كعادتي و أن أكشف لكم حقائق تدخل فى صميم عملكم و انتم وحدكم القادرون بإذن الله و مشيئته على تقويم وجوه الخلل فيها و الإلزام باتباع الصواب فيها .
سيدي الرئيس : لقد اخترتم خلال فترة انتدابكم الاولي رئيسا للجمهورية تعيين أصدقاء طفولتكم و شركاءكم فى القناعات الصوفية و السياسية و جربتم الاعتماد عليهم و وكلتم اليهم أهم ملفات الدولة …
و لست هنا لأقوم عملهم و من باب أحرى أن أبين ما قد يكون شابه من مآخذ …
سيدي الرئيس : إنني كمواطن يعيش داخل البلاد و يدرك بحكم اهتماماته حقيقة ما يجري فى يوميات سكان الاعماق استطيع ان أقول بكل مرارة : إن جميع الجهود الموجهة للتنمية ذهبت الى جيوب المفسدين و الى حساباتهم بشكل مقنن تفنن القائمون عليه فى تبديده من دون اثر ممكن لتتبعه مع مراعاة التوهيم و التصوير ..
لقد مكن وجود وسائل الاعلام الرسمية داخل البلاد من طمس الحقائق و التلبيس على ما يحصل من فساد نظرا لتبعيتهم للاجهزة التنفيذية الجهوية حيث تشكلت ثنائية مدمرة طرفها الاول القطاعات الحكومية و طرفها الثاني شخصيات صنعتها هذه القطاعات من أجل التصديق على فساها مقابل منافع تجنيها هذه الشخصيات على حساب السكان …
سيدي الرئيس تلك الادارة و هذا الإعلام هذه حالهما …
أما التعليم فبين مدارس نظامية تفننت في افساده الى درجة نقص حصص التدريس الى الثلثين لتسريح المدرسين و لاعارة المباني للخصوصيين و بين مدارس حرة تستبيح اموال الآباء مقابل نقل ابنائهم من مستوى اولي الى مستوى موال مع احتفاظهم بالامية و سوء الاخلاق بالاعتماد على تسريب الامتحانات و الغش …
لن اتجاوز ما يلامس واقع الناس مع معرفتي بالابعاد البنيوية لاختلالات القطاعات التي اتحدث عنها .
سيدي الرئيس إن تفشي انحلال الاخلاق و ضعف التدين و انتشار اسباب ذلك لغياب جهود المكافحة يسير بالدولة بسرعة الضوء الى درك الخراب ثم الزوال لا قدر الله . و ان تفشي الفساد يعمل على تقطيع اوصال الشعب و يوشك ان يتسبب فى اضطرابات تسوغ بشتي المبررات …
ان شعبا بحجم الموريتانيين يملك من الثروات ما يمكنه من ان يصبح في مصاف الشعوب المتقدمة تحتم اوضاعه على رجل فى مستوي تجربتكم ان يوصله الى المكانة التى يستحقها .
سيدي الرئيس : إن سنكم و إن مستوي نضجكم و إن توجهكم للضرب بيد من حديد على الفساد ، تفرض عليكم أن تستقبلوا ببلادكم وجهة إعادة التأسيس و أن تديروا ظهركم لكل العوائق و تتوكلوا على الله و تتركوا بصمة خالدة تثبت نيتكم الاصلاح و مباشرتكم له .
أدرك جيدا التكاليف الباهظة لعمل كالذي دعوتكم له و أدرك انكم امام خيارين كالخطين المتوازيين :خيار الاحتفاظ بما هو قائم و لن يقبله الا من يريد ان يستزيد من الاثام جنبكم الله اياها و عمر هذا الخيار قصير و مهدد بالتفكك فى اي وقت ..
و أما الخيار الثاني فهو اعادة تاسيس موريتانيا وفق اسس دستورية سليمة بعيدا عما هي عليه الآن .
قطعا انه خيار لن يقبله المفسدون لكنه انحياز للشعب و اداء للامانة حين يسجل فى ملف رجل سبعيني تربي فى حضرة صوفية شعارها الفناء فى الله .. اذا لم ينفعه فلا يمكن ان يضره و إذا أكمله فسيتمكن من النوم تحت ظل شجرة لا يخاف الا الله و لا يخشى اية عاقبة فقد عدل فأمن فنام .
سيدي الرئيس : لا يمكن ان انهي حديثي قبل ان ارفع اليكم شكوى من تضييق عانيت منه شخصيا و عانت منه الجهة التى انتمي اليها .
إن استغلال النفوذ مكن المفسدين من تسيير ولاية لعصابه و مقاطعتي كيفه و بومديد بالتحديد وفق نفوذهم و تبعا لمصالحهم مما خلف هاتين المقاطعتين عن ركب التنمية .
فخلال فترة حكم سلفكم و الخمسية التي تلته اتحدي أي شخص يثبت وجود أي مظهر للتنمية فى هاتين المقاطعتيين اللتين تنتمون اليهما رغم ما ملأ وسائل التواصل و اعلام البشمركة من دعاوي كاذبة لا يعرف مروجوها ان ما يتحدثون عنه من صفقات و اموال ذهب الى جيوب مفسدين متمرسين ينتمون ببطاقة التعريف فعلا للبلدتين و يجهلونهما جهل اصحاب الدعايات تلك .
إن مقاطعتي كيفه و بومديد اللتين اعرفهما معرفة يومية حرمتا حرمانا كليا من اي تمويل او استثمار سيبقي على ارضهما رغم الاهلية و الحاجة و الهشاشة .
سيدي الرئيس كتبت هذه السطور مقدمة لتسجيل صوتي اخترت تخصيصه لقضايا مقاطعة بومديد افضل تسجيله بدلا عن كتابته طمعا فى حله قبل توثيقه لان الكتابة توثق فيحسن تخصيصها للتوثيق و ترك القضايا اليومية للحديث عسى ان تجد حلا قبل التوثيق لعل و عسي.
محمدالمهدي صاليحي