*على الرئيس غزواني أن يفهم أنه إذا لم يستطع تغيير أسلوبه ، لن يستطيع تغيير عقول الناس و قناعاتهم و أحكامهم* ..
لا يختلف اثنان في هذا البلد اليوم على :
ـ أن أفسد رجال ولد عبد العزيز و أسوأهم سمعة و أقلهم كفاءة هم كانوا أبطال مأمورية غزواني المنتهية ..
ـ أن أفشل برنامج اجتماعي ، صرفت عليه الدولة مئات المليارات من دون أي فائدة ، هو كان مؤسسة تآزر (التي تحولت إلى خدمة مشروع إيرا) ، رغم روعة فكرته و حاجة الطبقات الهشة إليه ..
ـ أن أسوأ فترة تحولت فيها الأسواق و الصيدليات إلى مكب للنفايات السامة (الغش ، التزوير ، التحايل ) ، هي كانت الخمسية المنصرمة ..
*ففي مصلحة من ، هذا الاستهتار* !؟
كيف تدعي السلطات أن لا علاقة لها به ، حين تمسك جبلا من الأدوية المزورة و المغشوشة و منتهية الصلاحية و تحرقها أمام كاميرات الصحافة من دون أن يوقفَ أو يسجنَ أو يساءلَ شخص واحد في موضوعها ؟
كيف تحولت سنوات المأمورية المنصرمة بكل أفكارها الرائعة إلى إحدى أسوأ المأموريات في تاريخ البلد ، إذا لم يكن بسبب عدم كفاءة الجهاز التنفيذي و عدم وفائهم و تواطؤ أجهزة الرقابة و انحراف القضاء و تعيين أقارب المفسدين و التغطية على فشلهم و إجرامهم و تقديم المعلومات الكاذبة للرئيس !!؟؟
لست هنا بوارد إنكار ما تحقق من إنجازات ذات أولوية حتى لو كانت غير مرئية بسبب ضعف أداء الإعلام الرسمي و طبيعة الإنجازات الـ”إما اجتماعية بلا أثر على الأرض و إما تأسيسية تهيئ الأرضية لما هو آتٍ و لا إنكار ما تحقق من إنجازات هامة على رأسها شبه الثورة الزراعية الصامتة و رحابة المناخ السياسي رغم الهجمة الخارجية المنظمة و التوتر الإقليمي المشحون و الاستعدادات الجيدة (سياسيا) ، لولوج عالم الطاقة المعقد و تأهيل مؤسسات ضمان الاستقرار الأهم ،
إلا أنه يظل من واجبنا ، تذكير الرئيس غزواني باستغراب الجميع لإصراره على الاحتفاظ بكل طواقم عزيز و الأسوأ منها على وجه الخصوص ، في واجهة نظامه !!؟
جميل جدا أن يبرر الرئيس بعض الأمور باستمرارية الدولة ، لكن ولد الغزواني يقول لنا (بالاحتفاظ بهؤلاء) “إن الدولة استمرارية حتى في الفساد” : هذا فقط ما يمكن أن نفهمه .
*و إذا كان الوزير وظيفة سياسية يدعم صاحبها برنامج الرئيس ، كنا بحاجة إلى فهم أن الرئيس غزواني ليس ولد عبد العزيز و أن برنامجه يختلف عن برنامجه و أن الوزير الذي كان يدعم برنامج عزيز و أصبح يدعم برنامج غزواني لا يمكن الوثوق في أمانته ، على الأقل* !!
كل عيوب المأمورية المنصرمة (طغيان أصحاب النفوذ ، تواطؤ أجهزة الرقابة ، فساد القضاء ، إخفاء الحقائق عن الرئيس) ، تجسدت بكل تجلياتها في قضية سجن رئيس منظمة الشفافية ، السناتور السابق ولد غدة ، رغم نبل مهمته و قوة أدلته و وضوح مساعيه ، فلمن نحمل المسؤلية غير الرئيس و ليس من بينهم من تورطوا في سجنه من هو أهل لتحملها !!؟
ليفهم ولد الغزواني أننا لا نظلمه إذا حسبنا كل فساد الآخرين عليه ، لأنه لا يمكن أن يختار أسوأ الناس و يتذرع ببطانة السوء : هذا بعينه هو الاعتذار الأقبح من كل الذنب.
كل ابتلاءات البلد عبر تاريخ الدولة الحديث ، من صناعة هذه المجموعة المتزلفة بأقنعة من فولاذ !!
كل انتقادات حكام البلد منذ نشأة الدولة ، مرتبطة بعلاقة الرؤساء بهذه البطانة بالغة التحكم و السوء !!
*كل بكائيات الرؤساء “المخلوعين” تعترف (بعد فوات الأوان)، بخطأ اعتمادهم على هذه الجوقة العابثة بكل شيئ ، المصفقة لكل قادم جديد حتى لو كان أغبى من عزيز و أذل من بيرام* ..!!؟