ينصح الخبراء في المجال ، بعدم التنبؤ أو التوقع في السياسة لتفادي السقوط ، بسبب طبيعة اضطراب المعطيات و سرعة التحولات ..
لكن من ينتظر أن تمطر السماء صيفا ، اعتمادا على اتجاه الريح ، لا يُفْرط في التنبؤ بل في الغباء …
تنتهي اليوم ، حملة سباق المأمورية إلى نهايات متعددة و هامة :
ـ ستكون بطبيعة الحال ، حملة ترشح ولد الغزواني الأخيرة بموجب القانون ..
ـ ستكون حملة بيرام الأخيرة بموجب هزالة النتائج القاتلة ..
ـ قد تجعل هذه الانتخابات من المحامي الشاب العيد ، رمزا سياسيا في المستقبل ، إذا لم يحرق زوارق عودته في هذه اللعبة محسومة النتائج بالمعطيات على الأرض ، لمن يملك مستوى الابتدائي في مادة الحساب ..
ـ ستكشف هذه الانتخابات أن السلطات الوطنية هي من ساهمت في العقود الماضية في تحويل المعارضة إلى بلطجية غير مسؤولة و غير مؤهلة ، لا علاقة لها بالسياسة و لا بأخلاق المجتمع و لا بمتطلبات التنمية ..
ـ ستكشف هذه الانتخابات أن النظام إذا لم يساهم في خلق معارضة وطنية جادة و مسؤولة ، ذات أهداف وطنية جامعة و ثقافة سياسية عامة ، لن يستطيع أن يدير الانتخابات الرئاسية القادمة ..
ـ ستكشف هذه الانتخابات عن انحراف قطار التنمية في البلد عن سكته منذ إرهاصات النشأة . و عن تحويله مع الزمن لمسار البلد ، من دولة نامية إلى دولة معرقلة للنمو و أن الرئيس القادم (بعد غزواني) ، سيكون ـ لا محالة ـ الأسعد حظا أو الأسوأ حظا في تاريخ البلد !!
ستظهر هذه الانتخابات أن على ولد الغزواني أن يغير مسار البلد في خطة إصلاح واضحة الملامح ، مُقنِعة الوجوه (لا مُقَنَّعتها) ، لا يلبس فيها الخطأ ملابس “الصواب” و لا القطيعة ملابس “تواصل” ، أو يستعد لأسوأ نهاية درامية في تاريخ الديمقراطية الكاذبة.
ستكشف هذه الانتخابات أن قدرة هذا الشعب على التحدي و العصيان أكبر عشرات المرات من قدرته على الصبر : أتمنى أن يفهم غزواني أن الأمر سهل و أن “عشاء ولد محمدي سيظل أسهل من قتله” ..
ما يحدث اليوم في موريتانيا لا يشبه أي شيء في العالم و إذا قلنا كاذبين أننا لا نحملُ أي جهة أخطاء الماضي حتى هذه اللحظة ، فعلى من يستعد لقيادة موريتانيا اليوم ، أن يفهم أن غدا سيكون يوما آخر من زمن آخر ، لا يفهم سوى لغة الأرقام و تصفية الحسابات .
كانت فكرة “تآزر” رائعة و مطلوبة لكن خطة عملها كانت فاشلة في كل تفاصيلها و إذا تلتها “تمكين” بنفس الطريقة فلن تُمكنَ أي شاب من الاعتماد على نفسه و لا الوقوف على رجليه ، كما لم تُمَكِّن تآزر أي منظمة أو تعاونية من زراعة حبة طماطم أو أي آخر من تبديل شسع حذائه و تحولت “تآزر” من فكرة تنمية إلى عمل تدميري ، يعتمد منطق الصدقة و الارتزاق و تشجيع البطالة و الابتذال و الاتكالية.
هذه مجرد ملاحظات عامة و عابرة و متفرقة ، نذكر بها في آخر لحظة حتى يفهم البعض أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات ليس بالضرورة من يفوز بها !!
فاتقوا الله في هذا البلد