اوشكت فترة الحملات الانتخابية على الانقضاء دون ابسط نشاط يوحي بوجود ناخبين يدل عددهم على نسب النجاح المتداولة بين القائمين علي تلك الحملات فمثلا لم تشهد مقاطعة كبومديد اي تواجد في خيم الحملات قبل الليلة الفارطة بعد ان بدأ اطر “المقاطعة”-بالمعنيين- الحضور مختصرين حدث الدعاية في عملية الحضور لثقتهم المطلقة انهم هم وحدهم الحاضرين و ان اللوائح التي سجلوا ليس لها إلا كهل عند الباب يبين ان على الجميع ان يعرف ان هذا “كيصنا” و انه يلزم ان تسير الامور كما نريد نحن .
و من ثم يشكل الاطر صفا على شكل حلقة تدور بالكيص حتي يكتمل التصويت باسماء المسجلين الاحياء و الاموات انسا و جنا حلقة تتحد فيها الاجناس : الانثي و الذكر ؛ و الالوان :الابيض و الاسمر و الاحمر و الاعمار : البالغ و غير البالغ و الشيخ و الصبي …
كانوا يقومون بهذه المسرحيات دون سند اما الان و قد زكي من يريدونها له عملهم فحدث و لا حرج .
و رغم هذا يتحدث العامة عن انتقال آمن سوف يولد لا محالة احد خيارين إما الاستسلام للمفسدين و لطحنهم للمستضعفين و اما التهديد بالوقوع في الفوضي و الخراب ..
إن عافية الاستسلام و الاستكانة و الرضوخ التي يختارها المستضعفون فى الارض لن تقنعنا الانظمة الشمولية انها من تعمل على الحفاظ عليها .
ان المستضعفين فى الارض الذين ثبتت آثار السياط و كدمات الضرب المبرح على جنوبهم و وجوههم و بطونهم و خدودهم و على ادبارهم شواهد على اندفاعهم في استقبال السلطات و وفودها ناهيك عن ما يحصلون عليه منها اثناء اصطفافهم امام محلات ياي بوي و “اصرر الصاير” اما الاحتجاج فلا يفكرون فيه البتة .
لقد لقننا موسي عليه السلام بطلان دعوى انعام المتسلطين على رقاب المستضعفين حين اراد فرعون ان يمن عليه بعدم قتله كما فعل بولدان بني اسرائيل :”تلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل” …
ان شعار “الانتقال الآمن” هو فى الحقيقة تهديد مبطن من “المخزن” برفضه المبيت لأية نتيجة قد تفضي إلى انتقال السلطة من أيدى المفسدين .
و إن التهدئة التى يتحدث البعض عنها خلال الخمسية المنتهية قد تبين الجميع مستوى الخطر الذى جعلته يحدق بالبلاد بعد انتزاع الاختلاف فى الرأي كسنة طبيعية من سنن الحياة و استبداله بركم كافة شروط البقاء و الحياة فى أيدى خمسة او ستة مفسدين حشروا البلاد كلها فى زاوية ضيقة ستختنق فيها الاغلبية و تموت ليعيش غلمان و اطفال و سماسرة و ادلاء …تلك الثلة التى تعيش لتلبي حاجات بطونها و فروجها التى لا تشبع و لا ترتوي …
إن الويلات اليومية التي يعيشها المستضعفون لم تنجح حملات التصوير و لا اللافتات ان تنسيهم وقعها و لو ان اغلبهم يلوذ بالتمسح “ببركات” اموال الفساد التي نثرتها قوى الاستكبار العالمي عبر وسطاء يغيرونهم فى كل فترة و لو بقي سكرتير حزب الشعب مصدرهم الوحيد .
إن الحديث عن مأمورية الشباب و نية لجم المفسدين مستقبلا عن المال العام و غيرها من الوعود المشوية فى عدم ترك اي احد على قارعة الطريق الى المدرسة الجمهورية التى تفضل تقليل حصص المواد الاساس حلا لمشاكل الاكتظاظ و الاكتتاب …
و فوق هذا و ذاك تبقي عادات لجنة الانتخابات في اللعب على كل الحبال و امتهانها الاكل علي كل الموائد .. تبقي اللغز الذى لن يفك شفرته رجال يعيشون في ثياب غيرهم …
لقد رأيت في المنام الحل يأتي من غير من يتوقع منهم و شاهدت القصر بيتا ابيض فوق الطرف الشمال الشرقي لعمارة مستطيلة ممتدة شرقا و غربا في حجم بناية وزارة الخارجية و علي شكلها و خارجا عن الدائرة الجغرافية للعاصمة الحالية .
محمدالمهدى صاليحي