اللجنة الوطنية للانتخابات (Ceni) ، مؤسسة وطنية مؤتمنة ، تتشكل من كل الأطياف و لها نظام واضح و مهمة محددة . لا أحد يملي عليها شروط إرضائه ، لأن نجاح مهمتها في أن لا ترضي أي طرف و لا يستطيع أي طرف رفض قراراتها .
و اتهام مؤسسة مؤتمنة على أساس افتراضات مرضية مُتَحَوِّرَة ، ليس خطأ بسيطا و لا عملا بريئا يمكن تجاوزه : كل الاتهامات الموجهة لـ”سيني” ، حتى الحين ، افتراضية و استفزازية و تأتي من طرف مُتهَمين بالبحث عن أسباب للانسحاب أو خلق مناخ للفوضى لتبرير فشلهم .
الخطأ الوحيد أو الأكبر على الأقل ، الذي ارتكبته “سيني” حتى الآن هو السكوت عن انطلاق حملات بعض المرشحين بكامل آكسسواراتها ، بأكثر من شهر قبل موعد انطلاق الحملة الرسمية و هذا ما نطالب بمساءلة “سيني” أمام القانون حول سكوتها عنه .
على من تعودوا أن يبتزوا الجميع و يهددوا الجميع بالصراخ و الاتهامات الجزافية ، معتبرين أنفسهم في حل من أي مساءلة قانونية ، أن يفهموا أن الزمن تغير و أنهم لم يعودوا قادرين على ابتزاز أي جهة و لا ركوب أي موجة تهديد أخرى ؛
إما أن تكونوا مسؤولين أمام القانون و أمام جمهور ، كان من المفروض أن يتعلم منكم الانضباط و احترام الآخر و التحلي بالمسؤولية ، لا الاستعداد الأعمى للشغب و احتقار الآخرين و إفهامه أنكم قادرون على انتزاع كل ما تريدون بالقوة خارج أي إطار قانوني .
و إما أن تُفهِمكم السلطات الأمنية أنكم أصغر من أن تهددوا استقرار بلد ، ما كان ينبغي أن يسمح لأمثالكم من الجهلة العابثين بالترشح لأعلى منصب في البلد .
نصيحتي لهذا الجمهور المشحون بالكراهية و الاستعداد للشغب من قبل عصابة بيرام ؛
ـ أن يفهموا أولا أن كل المعطيات تؤكد أن حصان رهانهم لن يحتل أكثر من المرتبة الرابعة في أحسن الأحوال ..
ـ أن يفهموا أن تعويض فشلهم بالشغب سيكون مكلفا و مؤلما و عبثيا إلى أقصى حد ..
ـ أن يفهموا أن الانتخابات تكتسب بالأصوات المتحضرة لا بصراخ المسعورين ..
واجبنا الوطني الآن ، أن نحذر هؤلاء مما يدعوهم بيرام إليه .
و من حقهم (للتذكير فقط) ، حين لا يكون هناك بد مما ليس منه بد ، أن يطلبوه أن يكون في الصف الأمامي للمواجهة !!!
حينها ، سيكتشفون حتما ، أنهم مجرد ضحايا لعبة قذرة في يد جبان ، تعود أن يتاجر بكل المقدسات الوطنية ؛ صنعه عزيز في أوج أزمة وطنية لقتل مسعود و يعيد تأهيله الآن برتوش بسيطة على مقاس المهمة ، لقتل الوطن ..