درجت الحكومات الموريتانية المتعاقبة علي السلطة منذ الاستقلال علي نمط محدد لتعيين ممثليها في كيفه يقوم علي اختيارهم من مناطق محدودة مما ترتب عليه تراكم لجاليات تلك المناطق في عاصمة الولاية مما شكل بؤرة تواجد ذات حجم ديموغرافي معتبر .
و مع التدنى المستمر في مراعاة معايير التعيين وصلت مستويات المعينين الي حد التماهي مع مصالح ساكنة علي حساب اخري خاصة بعد نجاح اداريين ضعيفي التكوين قليلي الخبرة عديمي الحس التنموي الي استخدام حثالات المجتمع المدني الكيفوي كدروع بشرية لتحطيم مشاريع تنمية لعصابه ..
بدأت العملية بتشكيل لائحة ثابتة من من جعلوا منهم منظمات اهلية ذات تكوينات تستجيب لكافة الشروط التي يتطلبها الممولون الاجانب و تصلح لتمثيل لعصابه امام جميع الوفود التي تزورها فشكلوا من خلالهم فسيفساء لا تخطئها عيون المتتبعين لصور ندوات و اجتماعات و احتفالات و استقبالات …و اذاعات و تلفزيونات كيفه ..
ثم حين اطمأنت تلك السلطات الى انها نجحت في ترويج تلك الوجوه و تسويقها و ترويض المعنيين علي قبولها بدأوا يستغلونها في تعويض وجوه و وجهاء العصابه الذين اخذوا في تهميشهم و ابعادهم و ركنهم في رفوف المهملات مما تولدت عنه هزات عنيفة في الخرائط السياسية للولاية …
حدث هذا عبر حقب من الزمن كافية مكنت السلط الجديدة من اسناد ظهورها الي مكونتين لا تهمهما تنمية الولاية :
– مكونة مهاجري الولايات التي تنتمي اليها السلط التي من المفترض ان تتولي تسيير لعصابه و تنميتها …
– مكونة المجتمع المدني الذى تولت تلك السلط رعايته و تنشئته وفق خططها .
و بالتحام سلطات كيفه بهاتين المكونتين تم التلاعب بالساكنة و تم تهميشها و تم قصر الخدمات الحكومية جميعها ابتداء من الاستقبال في المكاتب و انتهاء بتوفير الخدمات تم قصر ذلك و غيره و حصره في افراد الفئتين متقدمتي الذكر حصرا و قصرا ..
فصدرت اوامر الولاة بالعمل الصارم علي حصر المتوفر من الامكانات الحكومية في خدمة السوق مثلا مكان تواجد المهاجرين الوافدين ليستفدوا من خدمات الماء و الكهرباء و الاتصال و غيرها …
و تم جمع الممكن من التدخلات التنموية في ايدي افراد الفئتين المذكورتين اللتين اصبحتا جيوبا حقيقية للتحصيل بعد ان تكشف وجود اغلبية من رؤساء المصالح و غيرهم من العاملين في القطاعات الحكومية الجهوية يلعبون دور المسير و المستفيد معا …
اصبحت كيفة قبلة لفئة بعينها من السلط همها التنمية الذاتية ، الا قلة تعد علي اصابع اليد الواحدة ، من بين تلك السلط من امن من قرارات التحويل فأصبح جزءا من الساكنة و منهم من اكتفي من البقاء بالغنيمة فانتقل الي جيث يخفي ما جناه من اموال و قطعان حيوان و مزايا و مكتسبات …
ملاحظات اولية لفهم وجوه السيبه و الفوضى الضاربة الاطناب في كيفه اخترت سرد بعضها كمقدمات لفك رموز ملفات شائكة يتعين طرحها مفصلة للرأي العام عسي ان يفيق مما هو فيه …لعل و عسى .
محمدالمهدي صالحي.