ليس للحراطين نقمة و لا ثأر و لا أحقاد على البيظان و لا حاجة للبيظان في موريتانيا بلا حراطين ؛ فهم الأهل و الأحبة و السند ..
لا توجد على وجه الأرض مجموعات بشرية أكثر انسجاما في كل أوجه التعايش السلمي ، أكثر من البيظان و الحراطين..
و حين نتكلم عن “إيرا” لا نتكلم عن الحراطين و إنما نتكلم عن جريمة في حق المجتمع ، تم تأسيسها على مرأى و مسمع من الجميع من قبل ثلاث جهات (عزيز، الإخوان المسلمين ، الصهاينة) ، تجمعها ثلاث صفات ( الجهل بالتاريخ ، العداء للإسلام ، بغض العرب).
لقد كان مسعود ولد بلخير و بوبكر ولد مسعود و مجموعات أخرى أكثر تطرفا و حدة و تعرضا من إيرا و افلام ، لكنهم لم يكونوا يوما إلى هذا الحد ، باغضين للبيظان و لا معادين للإسلام و لا جاهلين للتاريخ ..
و كان عدم اتهام عزيز بتشكيل خلايا متطرفة ذات أجندة شيطانية ، عمل تنقصه الفطنة و الحبكة و الخبرة الأمنية ..
من يسمع اليوم تهديدات و وعيد جبناء إيرا على مواقع التواصل الاجتماعي ، يفهم بوضوح :
# أنهم يعوضون عن عدم شرعية نضالهم بالترهيب
# أنهم مجرد مجموعة من المغرر بهم بلا قضية..
# أنهم يُسوِّقون لهمجية لا يملكون وسائل تنفيذها ..
# أنهم يمارسون هجوما دفاعيا ، لا يملك أصحابه غير النباح ..
*لقد ارتكب بيرام جريمة في حق رجل شريف و اعتذر بأقبح منها حين اتهمه بأن النظام هو من يحركه ضده ، في عملية كيد منظمة* .!
و يتضح من التهمتين ، إما أن بيرام يملك أدلة كل ما يقوله و لا يخاف نزع حصانة و لا محاكمة و إما أنه لا يفهم أي معنى للشرف و لا يؤمن بأي قيمة للقانون ..
لقد صنع ولد عبد العزيز بيرام من لا شيء و أهداه تواقيع عُمَد لا علم لهم و سعى إلى تقدمه على معارضة البلد الوفية ، المسؤولة ، النزيهة ، الأمينة ..
*فهل هذا هو ما جعل بيرام لا يشرك أي مقرب منه في شأن ما يصله من مساعدات و لا يفهم أي موقف لا تمليه المخابرات عليه و يعتقد أن الآخرين مثله* !؟
على الجميع أن يدرك ، أن بيرام لا يمثل الحراطين و ليس أفضل من يتكلم باسمهم ؛ لا بثقافته و لا بتوازنه و لا بحرصه على المصلحة العامة و لا بوفائه لأي قضية في الوجود غير مصلحته الخاصة..
و حالة بيرام تنحصر في منطقة ضيقة مما يسمى مثلث الفقر و هي أغنى منطقة في البلد (الزراعة النهرية و المطرية ، ثروة حيوانية هائلة ، موقع جغرافي متميز) ، لكن انتشار الجهل فيها هو سبب فقرها و أكبر دليل عليه هو تأثير بيرام على ساكنتها ..
و على إيرا و افلام و غيرهم أن يفهموا أنهم لا يملكون أي شرعية ليكونوا طرفا في أي قضية وطنية :
أكثر من خمس تسويات تم فيها التعويض و جبر الخواطر و التوقيع من الطرفين (السلطات و أصحاب الحقوق) ، لإنهاء قضية ما يسمى بملف الإرث الإنساني ، و بعد كل تسوية ، تطل علينا افلام و إيرا (نريد”كُليبًا حيا” ، من دون أن تتذكر أي منهما يوما ضحايا 16 مارس (العقيد أحمد سالم ولد سيدي ، العقيد كادير ، الملازم انيانغ و رفاقهم) و ضحايا البعثيين و الناصريين و الكادحين ، بما يكشف بوضوح بُعدهم من أي مفهوم وطني أو أخلاقي أو حقوقي ..
اليوم على إيرا و افلام بعد تحالفهما الشيطاني ، أن تفهما أنهما لا تخيفان نملة في هذا البلد .. أن تفهما أن إعراضنا عن السقوط في مستنقع تفاهاتهم ، لم يكن جبنا .. أن عدم ردنا على سخافاتهم ، لم يكن إلا ترفعا عن جهلهم و حماقاتهم ..
آن للسلطات الموريتانية أن تتحمل مسؤولياتها في ردع هذه الجماعات السخيفة ، المارقة ، المتحدية للجميع ، المهددة للسلم و الاستقرار..
لقد تضرر البلد من قاموس هذه الجماعات التافهة (لحراطيم ، البيظان، لكور ، الأقليات ، الشرائح ..)
*ليس في هذا البلد شرائح و لا طوائف و لا أقليات و إنما فيه مواطنون فقط سواسية في الحقوق و الواجبات و كل الأخطاء المرتكبة في البلد عبر الزمن ، لم تكن يوما على أساس أي من هذه التصنيفات المكذوبة*.
أيها السياسيون ، أيها المناضلون المزيفون ، أيها العابثون ،
دعوا هذا البلد يسترد عافيته و أمنه و استقراره في جو كامل من التآخي و العدل و المحبة ، في بلد لا يظلم فيه أحد و لا يتكلم فيه أحد عن شريحة و لا طائفة و لا قبيلة و لا جهة ..
و على من لا يتنافسون في هذا الاتجاه ، أن يواجههم الجميع بما يستحقون .
*لقد أفسدتم كل زمنكم ، فاتركوا لأجيال الغد مهمة إصلاح زمنها* .