تعليقا على ما يحدث في غزة من بشاعات هزت الوجدان العالمي أجمع (إلا الإعلام الفرنسي الحقير)، تقول المستشارة الألمانية السابقة آنجيلا ميركيل : “أنا اليوم مخجلة من كوني أوروبية” (ذلك هو الفرق الشاسع بين نُبْل الدَتش و نذالة الفرنسيين).
و في رسالتها إلى العرب تقول الدكتورة ابنة تشي غيفارا بكل نزق و جسارة الأمريكيين اللاتينيين : “إلى الشعوب العربية ، ماذا تنتظرون بعد” .. قولوا مثلنا : “إما الوطن و إما الموت”.
أعرف جيدا أن لا شيء يخجل قادة العرب .. لا شيء يحرك إحساس قادة الكُرَب..
لم يعد يجدي غير استنهاض ما تبقى من همم الشعوب العربية المطحونة ، المقهورة ، المذلة ، القابضة رغم كل ذلك على جذوة جمر حلم ، حتى لو بدا في قبضة المستحيل ..
– لعل ما تعلمناه من صمود غزة الأسطوري ،
– لعل ما رأيناه من تلاحم أبناء غزة الأبطال ،
– لعل ما فهمناه من خطورة استمرار هذه الأنظمة “العربية” ، من خلال حصار غزة المؤلم ، يحرك في نفوسنا المكلومة رمية في أي اتجاه من على بعد صرخة غضب ..
أطفالنا في غزة يستنجدون ،
نساؤنا في غزة تسطرن أروع بطولات الصبر رغم بشاعة و همجية العدو الجريح ..
شيوخنا في غزة يرفعون أياديهم “حسبنا الله و نعم الوكيل” ، بلا لفتة عَتَبٍ إلى “الإخوة العرب” ، كما لو أصبحت العروبة جزءا من مشكلتهم ، لا من حلها ..
المظاهرات الغاضبة تشل كبرىات عواصم العالم ؛ أمريكا ، فرنسا ، بريطانيا ، اندونوسيا ، تشيلي ، النرويج ، إسبانيا ،(…) و الشعوب العربية تتفرج ، كما لو كانت تتابع فيلما كرتونيا ببراعة توم و جيري !!
دول لا تربطها أي صلة دم أو دين أو تاريخ ، بالشعب الفلسطيني ، استدعت سفراءها و قطعت أو جمدت علاقاتها بالكيان الصهيوني احتجاجا على جرائم الكيان الجبان و أشجع قادتنا يطالب همسًا بمهلة مؤقتة لخروج الجرحى!!؟
يخطئ اليوم كل من ينتظر أي تحرك من أنظمة البطون المتخمة و القطط السمينة المحيطة بهم في قصور الذل و العار و الخيانة و العمالة..
– مشكلة الحاكم العربي أنه ما زال لا يصدق معجزة وصوله إلى الحكم !!
– مشكلته أنه أدرك سبب اختياره لتولي الحكم في بلده !!
– مشكلته أنه لا يمكن أن يتمرد على أسباب اختياره ..
– مشكلته أنه حاكم عربي لا يعرف عن الديمقراطية سوى أنها تدينه .. لا يعرف عن القانون سوى أنه عدوه .. لا يعرف عن الشرعية سوى أنها لعبة غربية ، تحمي من يرضون عنه و تدين من يخالف أوامرهم الإجرامية ..
– تلك اليوم ، هي الضربة غير المتوقعة ، الأكثر إيلامًا لأمريكا و بريطانيا و فرنسا و جريمتهم المشتركة (الكيان الصهيوني اللقيط) .
– تلك اليوم ، هي النقلة الحاسمة لنهاية إسرائيل الحتمية ، من دون إطلاق أي رصاصة في وجه عدو أرخص من دولار مزور ..
– لست ممن يلعنون أمتنا العربية العظيمة ، المحاصرة منذ ثمان قرون ، المُشاغَلة بالحروب و الانقلابات و الاغتيالات و سياسات التجويع و التركيع و الشذوذ ، من قبل بريطانيا و فرنسا و أمريكا و جريمتهم المشتركة (إسرائيل)..
– لست ممن يتهمون الأمة العربية العظيمة بالتخلي عن قضاياها الكبرى و التآمر على نفسها و تفريطها في دورها التاريخي المحوري في فرض التوازنات الضامنة لاستقرار البشرية و بسط العدالة ..
يخطئ اليوم من يتهم الأمة العربية، من دون إدراك ما تتعرض له منذ ثمان قرون من مؤامرات من قبل قوى الشر (بريطانيا و فرنسا و أمريكا) ، لم يستطيعوا تمريرها من دون اختيار قادة عملاء ، كادت لعبتهم أن تنفلت من أياديهم في الربع الأخير من القرن المنصرم (هواري بو مدين ، عبد الناصر ، الملك فيصل ، صدام حسين ، ياسر عرفات …) ، لتفهموا بوضوح ما يحدث اليوم ، إن كنتم لا تعرفون ما حدث من قبل .
قد نختلف مع الإخوان ..
قد نختلف مع قطر و تركيا ،
قد نختلف مع حماس في كل شيء ، رغم أنها حاولت ما حصلت عليه من إيران مع كل الأنظمة العربية بلا جدوى ، لكنه من العار المُخزي أن نحاسبها في هذه اللحظة البطولية الخالدة ..
ليسوا رجالا من لا يغارون من ملحمة “طوفان الاقصى” الأسطورية ..
ليسوا رجالا من يحاسبون مغاوير كتائب القسام اليوم ، بعد صمودهم و تصديهم الإعجازي في وجه جحيم عدو جريح بلا أخلاق ، تحميه كل قوى الشر ، في معركة “أن يكون أو لا يكون”.
إن من يحاولون اليوم زرع اليأس في وجداننا من أي أمل في أمتنا العربية العظيمة ، هم طابور أعدائنا الخامس و حصان رهانهم الخاسر ..
نعم ، نعم ، سيظل رهاننا على أمتنا العربية العظيمة ، على الشعب العربي العظيم ، على الأمل العربي العظيم ، على الوجدان العربي المُلهِم ..
قد تتأخر لحظة التحام شعوبنا المقهورة بقصور قادت”هم” الباردة ، لكنها ستحصل حتما من المسافة صفر ، في وقت أراه قريبا ، لا بشروط تدخل حسن نصر الله و لا طلبات من أوصوا تحت الطاولة بإبادة حماس ممن يتشدقون أمامنا بالهدنة “الإنسانية” ، كأنهم بشر !؟
تحية إكبار و تقدير إلى مغاوير القسام الأبطال ..
و تحية احترام بلا سقف ، للأمهات الغزاويات الصابرات بصمودهن الأسطوري في وجه رصاص الأشرار الغائر ..