حين تدور عجلة التاريخ ، يدور معها الأذكياء (و هم قلة عادة) و تطحن البقية ؛ منهم من يموت و منهم من يجرح و منهم من يتشرد و منهم من يتحوَّل إلى فرعون مُحكَم التحنيط و رمز خالد للفضيحة و الخيانة..
ما يحدث اليوم في فلسطين (المحررة بإذن الله) ، يخطئ من يفصله عن دورة التاريخ المتمثلة اليوم في كل شيء ، لمن يرى بغير عينيه . و هذا ما لخصته بروعة كلمة الرئيس الكوري الشمالي : بأن ما يحصل في غزة ليست قضية الفلسطينيين بل قضية كل أحرار العالم ..
– بَلِّغوا رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بأن أمرًا جللا يحاك في غزة ضده.. حذروه، ليسخر منكم، بأن الأمر أعظم مما يتصور ..
– حاصروا غزة .. تبرؤوا من حماس.. أدينوا كتائب القسام : تظاهروا بتهديد إسرائيل و أمريكا ؛ لم نعد نُخدع.. لم تبق اليوم أي قضية عربية للبيع ، لكن تأكدوا أن هذا ليس موقف شعوبكم الأبية و لا مكانة جيوشكم العظيمة ..
أحذروا الشعوب العربية يا حكام العرب و تأكدوا أن هدوؤها كاذب ، خادع .. تأكدوا أن هبتها القادمة ستكون ابنة “طوفان الأقصى”
– قفوا يا رواد الخيانة و العربدة حيث شئتم .. تصوروا عراة أمام كل كامرات العالم .. تصهينوا .. أعلنوا على الملأ ، حقكم في الشذوذ بما يتناغم بوضوح مع سخافات أجنداتكم الشيطانية ..
– تفاخروا أمام بيرنار ليفي ، بتدمير ليبيا ، بتشريد الشعب السوري ، بالتنكيل بكل حقد ، بالشعب اليمني الأبي ..
ليس من عادتي أن أحمل الشعوب العربية مسؤولية أخطاء حكامها ، لكن جرائم بعض الأنظمة في حق دينهم الحنيف و شعوبهم الأصيلة و أمتهم المقاومة ، العظيمة ، سيظل عارا لا تكفي كل مياه البحار لغسل معرته..
– لقد أثلج صدور أمتنا اليوم خطابُ الرئيس التونسي العظيم قيس سعيد ..
– أثلج صدور أمتنا الواثقة من النصر (بعد التخلص من شرور خونتها) ، موقف دولة الكويت الشجاع ، شعبا و حكومة ..
أهيب بموقف الرئيس الموريتاني المتحدي لكل الإكراهات و الظروف الصعبة في المنطقة و العالم و ببيان الدولة الموريتانية (في أول يوم) ، الذي سبق الجميع لتحميل إسرائيل مسؤولية ما حدث (و هذا هو المحذور الغربي الأول) ، و أتمنى أن يظل في تصاعد مع الوقت بما تجمع عليه الشعوب العربية ، متجاوزة نخبها السياسية المتخبئة خلف أمر واقع لا يبرر غير الجبن ..
لن نمنح بعد اليوم ، أي دولة عربية ، مكانة لا تستحقها علينا ..
لن نمنح أي قائد عربي ما لا يستحقه :
لا حاجة للعرب اليوم في أنصاف المواقف ..
لا حاجة للعرب اليوم في أنصاف الحلول ..
لا حاجة للعرب اليوم في أنصاف الإخوان ..
لا حاجة للعرب اليوم في أنصاف الحقائق ..
لا حاجة للعرب اليوم في أنصاف الزعماء ..
النصر لأبطال الجهاد الحماسيين ، القساميين ، الذين أذهلوا العالم بشجاعتهم .. بإقدامهم .. بوفائهم لقضيتهم .. بإيمانهم بربهم ..
و النصر كل النصر للأمهات الغزاويات التي تستقبل أبناءها الشهداء بالزغاريد ..
تحية إكبار و اعتزاز للنائب المصري الألمعي ، الشجاع ، ضياء الدين داوود ، الواقف على الخط الأمامي للدفاع عن الكرامة المصرية و سمعة مصر و مكانتها بين الأمة العربية ..
و تحية تقدير و احترام لكل أحرار العالم ؛ للزعيم الروسي بوتين ، لزعيم كوريا الشمالية الواقف على الخط الأمامي لمعاداة أشرار العالم ، لزعيم فرنسا الرافضة للخضوع (France insoumise) جان ليك ميلانشون ، لرفيقته التي كشفت كل جرائم النظام الفرنسي بشجاعتها و خطابتها ، البرلمانية المفوهة ، السيدة العظيمة ماتيلد بانو (Mathilde Panot)..
أحرار العالم في كل مكان ، من كل الأديان و الأعراق ، بدؤوا اليوم يتحركون بقوة ، ضد تحكم عصابات النهب و الاستباحة و مافيات الديمقراطية المزورة ..
كل من يقف اليوم في وجهة عربدة أمريكا و إسرائيل و قراصنة الناتو و أتباعهم من أشرار العالم ، يضحي بنفسه و مصالحه و سمعته ؛ لم تكن المواجهة بين الحق و الباطل في يوم من الأيام عبر التاريخ كله ، أكثر وضوحا و لا أشد مباشرة من اليوم . و لن ينهزم فيها الحق بكل تأكيد.