ثمة أمر بدأ خجولا في زمن ولد الطائع و يستمر حتى اليوم بوتيرة متصاعدة ، تَحَوَّلَ في زمن هذا النظام إلى ظاهرة بلا سقف و لا قاع ، ترسم صورة الموريتاني كثعلب محتال ، يعيش في غابة تحكمها الفوضى ، يستوي فيها الرسمي و الشعبي : وزراء و مدراء و سفراء و ولاة ؛ يكذبون على الرئيس و السفراء و الشركاء في التنمية و المقاولين و المواطنين البسطاء ..
يكذبون في أحاديثهم العابرة ، في لقاءاتهم الرسمية ، في تقاريرهم الإدارية ، في فواتير نفخهم المخجلة ، في وعودهم للمواطنين البسطاء !!!
– إذا وعدك أحدهم ، يقول لك الجميع ، لقد وقعت في المصيدة ..
– إذا أعطاك هاتفه ، يعني أنك أصبحت في لائحته السوداء ..
– إذا طلب منك ملفا ، يعني أنك كنت من الأغبياء الذين يصعب إقناعهم بأن من الأفضل لهم أن لا يضيعوا وقتهم ..
– إذا أعطاك موعدا للعودة إليه ، أصبحت من الممنوعين من دخول إدارته ..
هذه المافيا (وزراء و مدراء و سفراء و ولاة و شخصيات “سامية”) ، هي من تقود إدارة البلد اليوم يا فخامة الرئيس ..
هذه النخبة العظيمة التي تمثل 98% من وكلاء الدولة ، هي التي يكل إليها رئيس الجمهورية مهمة حل مشاكل المواطنين و يوصيها يوميا (في توجيهات تملأ نشرات أخبار الإذاعة و التلفزون) ، بتقريب الإدارة من المواطن !؟
فهل الرئيس عاجز عن فرض توجيهاته المتكررة على مسامعنا ، أم أن هذه الإدارة السائبة خرجت عن السيطرة و أصبحت ترفض التخلي عن ممارسات يعتبرها أكثرهم نصيبهم من الكعكة ، كما يرددون بالفم الملآن ..
– لم تعد لها أي هيبة يا فخامة الرئيس ، بسبب صغر تصرفات كبار موظفيها ..
– الدولة يا فخامة الرئيس ، لم تعد لها أي أبهة بسبب سقوط كبار موظفيها من أعين الناس ..
– الدولة يا فخامة الرئيس لم تعد تحتل مكانة “الوطن الأم” بسبب استهتار كبار موظفيها ..