قل لهم بكل بساطة : نساؤنا لا تصدق كراماتكم و رجالنا متمسكون بدينهم و تقولون إن ديمقراطيتكم تحترم حق الاختيار .!!
و هو أجمل ما قيل في “ازراگ” !!
على فرنسا أن تعترف بمسؤوليتها عن بغض الأفارقة لها : على ماذا تنتظر فرنسا أن يحبها الأفارقة ؟
ما يهمنا نحن اليوم ، هو سلامة جاليتنا في السنغال في غياب أي تدابير لحمايتها : كم مات حرقا و ضربا و شنقا ، من الموريتانيين في الأزمة الماضية ؟
أين ملف السلطات الموريتانية لدى الأمم المتحدة و بقية منظمات العالم ، حول المجازر التي تعرض لها الموريتانيون في السنغال؟
ألا تُخجلنا تلك الحادثة في كل تفاصيلها؟
ألم يستقل السفير الموريتاني في داكار (ولد الخرشي)قبل خمسة أشهر من الواقعة ، معتبرا الوضع لا يطاق في ظل عدم اكتراث النظام الموريتاني بمآلاته ؟
ها نحن اليوم ، على نفس المسافة الزمنية و في نفس الظروف ، نحذر السلطات من تكرار نفس المأساة و كل المؤشرات تحيل إلى نفس اللا مبالاة المؤسفة !
على من يرضى بأن يظل عبدا أن يظل عبدا و من يريد تزوير نسخة شرف أن يزورها .
و حين تتحول علاقة العبد و مولاه إلى علاقة أهلية بكامل أبعادها الإنسانية ، هل يحق لبيرام انتهاك حميميتها و صدقها و نبلها ، رغم أنف الطرفين !؟
الأسباب أقرب مما تتخيلون : ضعف الدبلوماسية ، تبني المواقف الدفاعية بدل الهجومية ، غياب مراكز الدراسات (كان باستطاعة الأخيرة ـ لو وُجِدت ـ أن تطالب في تقاريرها بربع أو نصف ما فعلته موريتانيا في دول الجوار و توضيح الأنماط الجديدة الأبشع للعبودية الممارسة في فرنسا و بلجيكا و أمريكا و غيرها …
و ما يحدث في موريتانيا منه أصبح بلا اسم ..
ما يحدث في موريتانيا تجاوز كل الحدود عموديا .. تجاوز كل الصفات أفقيا .. تجاوز كل الأشكال في كل الاتجاهات و بكل الألوان ..
و ما لم يقم رئيس الجمهورية بخطاب يعترف فيه بتفشي آفة الفساد و يتوعد فيه المفسدين و يطلق العنان للجميع للمشاركة في محاربة ما ظهر منه و ما خفى ، سنظل في دوامة الديكة و البيضة : موضوع الفساد لا يحتمل الجدل و محاربته لا تتم بألف طريقة !!
اللهم اجعل حبهم للرزق وبالا عليهم و سموما في بطونهم ..
اللهم لا تبارك لهم في رزق و احشرهم يوم القيامة مع كل ظالم كانوا له سندا ..
أمنوا، أمنوا ، و ثقوا بالله : أنتم شعب مظلوم و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب.