كفى تخبطا في الأخطاء / سيدي علي بلعمش
لكل كذبة نهاية و بيرام أتفه كذبة قيلت ، ستنتهي اليوم تحت أحذية الحقيقة المرة .
لكل تفاهة نهاية و هذا قبر نهاية تفاهة الطرطور بيرام ، المصلوب منذ ولادته على جذع عبودية ، لم يستطع التحرر من نيرها بالقوة و لا بالعقل ..
بيرام لا يمثل موريتانيا لأنه أعق من عَرَفَته .. و أجهل من عرفَته و ألأم و أشأم من عرَفته ..
بيرام لا يمثل الحراطين لأنهم أنبل منه .. لأنهم أشرف منه .. لأنهم أعرق منه أصالة و أكبر منه ثقافة و أوفى منه لدينهم و ثقافتهم وطنهم و شعبهم ..
بيرام لا يمثل غير العبيد الذين لم يبق منهم في موريتانيا غيره و حق له أن يكون عبدا بنذالته و عمالته و ارتزاقه و سمسرته لكل ممنوع في زمن سطوة الجهل و انهيار المنظومة الأخلاقية و ديمقراطية الجَهَلة و الشذوذ ..
لو أنصف الدهر (و سينصف اليوم حتما لأننا قررنا أن لا نحمله أخطاءنا) ، لكان ابيرام و أمينتو بنت المخطار ، آخر من يحق له أن يتكلم عن أي أمر في الوجود ..
– أبيرام و أمينتو لا يمثلان غير موضة تبجح الجهل المركب و خيانة كل ما يستحق الوفاء في الوجود و العَمَالة لسماسرة الصف الخامس من منظمات الماسونية العابثة بكل ما يمُتُّ بأي صلة إلى الأخلاق و الفطرة السليمة.
– يكرس بيرام أقبح أنواع العبودية و الازدراء بعقول ضحايا الجهل و التخلف ، حين يتحرك موكبه المضحك ، تحت حراسة مساكين ، بلا رواتب و لا تعويضات ، مكتفين بالزهو بربطات عنق (ليس من بينهم من يعرف كيف يربطها) ، معتقدين أن الركض خلف سيارته الفارهة التي حصل عليها بالنصب و الاحتيال ، يعني غير أن العبودية حالة ذهنية ، يستسلمون بإذلال لأقبح تجلياتها ..
لو كان غير أبيرام هو من يقوم بهذه الممارسة المهينة ، لكان صراخ الغبي اليوم يملأ الدنيا ..
لو قال أحدنا اليوم “العبد بيرام” أو الخادم ليلى لقامت الدنيا و لم تقعد ، لكن ، حين يقولها بيرام تصبح عملا تحرريا مُنزهٌ صاحبه عن الزلل ، فأي بلد هذا !؟؟
وحدها السلطات الموريتانية هي الحامية للقانون و الدستور .. وحدها السلطات الموريتانية هي من تحدد الممنوع و المسموح .. وحدها السلطات الموريتانية هي من تحدد لي و لك و لغيرنا ما يُمنع على الجميع و ما يحل للجميع ..
بيرام طرطور أحمق ، مكشوف الحيلة ، يسلك طريقا مسدودا ، لم يعد يرى أي ضوء في نهاية نفقه.
لقد ارتكب بيرام كل الأخطاء و أصبح صاحب سوابق على كل الأصعدة و لم يعد النظام قادرا على تجاوز جرائمه لأن الشعب لم يعد يقبل..
لقد استعمرتنا فرنسا و عبدت أباءنا و أذلت كرامنا و هي اليوم دولة صديقة : لا أحد ينتقم من التاريخ .. لا أحد يثأر من التاريخ ؛ أنت ضحية صغر عقلك و جهلك للتاريخ و عُقدك النفسية.
لقد أفلسنا حقا حين أصبح أبيرام و منت المخطار و مجنونة عزيز و مجنون مؤتمر ألاگ و نانا توباك و هوليغانص زيدان و “كبار مدوني المهجر” ، يحتلون واجهة المشهد الإعلامي في جرائد و مواقع البشمرگة التي تصرف عليها الدولة ثلاثمائة مليون سنويا ، تشجيعا لتشويهها لصورة البلد بغرائب أخطائها وعجائب ابتذالها ..
إن حيرتنا الحقيقية اليوم مما يفعله النظام ، لا مما تفعله مجموعة من المعتوهين كان مكانها الأمثل مخيم الأمراض العقلية ..
لقد سبقْنا بيرام و غيره في الدفاع عن العبودية و الحقوق و الكرامة الإنسانية ، في زمن أصعب و ظروف أشد تعقيدا ، لا يُمارِس النضال فيها غير الأبطال و لا يقاوم التعذيب فيها
غير أصحاب الوفاء الخارق .. في زمن لا مكان فيه للفواتير و السمسرة و العمالة ..
و لم تعد العبودية اليوم تُحرج بلدنا في شيء . موريتانيا لم تعد مثل السنغال و لا مالي و لا ساحل العاج و لا أي دولة إفريقية أخرى ، بسبب نضالنا و صدقنا ، لا بسبب أكاذيبكم و سمسرتكم ..
لقد سبقت موريتانيا كل دول المنطقة في تحريم العبودية و تجريم كل أشكال ممارستها و شيدت المحاكم الخاصة بها ، فهل في المنطقة كلها اليوم من قام بمثل هذه الثورة على العبودية ؟
اليوم لم تعد موريتانيا مسؤولة عن عبودية بيرام و لا غيره : القوانين واضحة و المحاكم مفتوحة .
موريتانيا اليوم متقدمة لله الحمد، على كل دول المنطقة في مجال محاربة العبودية و حقوق الإنسان ، إلا ما كان من ظلم و فوضى على الجميع ، نعترف به جميعا و نحاربه بكل شراسة و نصرخ به عاليا .
و ليس بيرام و أمينتو و لا غيرهم من يحدد العبودية بل تحددها النصوص الموريتانية و تحميها السلطات الموريتانية..
على بيرام و أمينتو أن يبحثا اليوم عن جريمة أخرى يعيشان على كذبتها ..
لقد قررنا أن نواجه هذه الجرائم المرتكبة في حق بلدنا من قبل عصابةِ مرتزقة حقوق الإنسان المزيفة و سماسرتها المأجورين و مزادها العلني المفتوح ..
آن لهذه اللعبة القذرة أن تنتهي :
على فخامة رئيس الجمهورية أن يستدعي على جناح السرعة ، سفيري فرنسا و بلجيكا و يعطيهما مهلة 48 ساعة فقط ليصدرا قرارا بتجريم عمل إيرا و افلام و طردهما من بلديهما أو يستعدا لترحيل سفارتيهما في غضون 72 ساعة.
و تعرف فرنسا و بلجيكا أكثر من الجميع أن إيرا و افلام ، أدوات فتنة بأيادي هذين البلدين الذين خربا إفريقيا بالحروب الأهلية و البينية بمثل هذه القنابل الموقوتة المُشكَّلة من مافيات انتهازية ، لابتزاز الأنظمة و إثارة النعرات و إرباك الاستقرار.
هذه هي اللحظة المناسبة لاستغلال هذه الورقة التي تَحمَّلنا الكثير في انتظار مثلها ؛ و ليس من عادة مثل هذه الفرص أن تمر كل يوم.
لقد فعلها ولد الطائع في قضية النقيب اعلي ولد الداه ، فماذا حصل؟
و فعلها المختار ولد داداه أمام أقوى رجل في العالم (الجنرال دي غول) بعدما كان يستشيط غضبا في انتظار دخوله لتوبيخه ، فأجلسه و كرمه و احترمه ، حين كان رده ، نحن لا نملك غير كرامتنا و إذا تنازلنا عنها لن يبق بأيدينا أي شيء.
الرجولة مواقف .. الرجولة إقدام..
وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ /
يَعِشْ أبَدَ الدَهرِ بَيْنَ الحُفرْ
من هو بيرام ، من دون أخطاء النظام ؟
كيف يسمح لبيرام بدخول البرلمان و هو من يصف النظام (من تحت قبته) بالفصل العنصري.
لا يتمتع بيرام اليوم بأي رصيد سياسي و لا حقوقي و لا أخلاقي . و أكثر من يتبرؤون منه اليوم هم نخبة الحراطين و مناضليهم الذين عرفوه عن قرب و اكتشفوا كل ألاعيبه و ارتزاقه و كذب خطابه و سوء نواياه ..
لكن تبقى الأسئلة المحيرة قائمة:
– هل يريد النظام إنهاء هذه القصة السخيفة ؟
– لماذا كلما سقط بيرام ، أنقذه النظام بمعجزة غامضة؟