بأسلوب ركيك ، لا أفهم من أين يستمد تعاليه ،
بتخبطٍ واضح التيه في نصوص قانونية صارخة الوضوح حتى بالنسبة لمن لا علاقة لهم بالاختصاص ،
كتبت المحامية اللبنانية سندريللا مقالا مطولا بنفَس قصة و أسلوب خاطرة (لمبتدئة) و عنوان وصية راحلة :”محاكمة رئيس جمهورية موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز تعسّفية ونموذج خطِر على مؤسسة رئاسة الجمهورية في العالم العربي”، متباكية على أسوأ مؤسسة في تاريخ البشرية (مؤسسة رئاسة الجمهورية في العالم العربي)، دفاعا عن أسوإ ما يمكن أن يذكرنا بها ؛ الفساد و الرشوة و تبييض الأموال و الإثراء غير الشرعي ، الناتجة عن الطغيان و الانفراد بالسلطة و القرار : (ولد عبد العزيز نموذجا)..
تناثرت السيدة ساندريلا في مرافعتها المكتوبة (على صفحات القدس العربي)، بما يذكرنا بـ”خلا لها الجو فباضت” مشككة “في قانونية غض المحكمة الطرف عن شرعية سجن موكلها” ، معتبرة القاضي (بدلال أنثوي)، “اتهمها بالجهل في تهجم غير مبرر” ، حين أجابها بأدب غير ملزم : “ربما المحامية اللبنانية ليست مطلعة على النصوص الإجرائية الموريتانية” (ربما لم تفهم سندريلا ما حملته “ربما” السيد القاضي من كرم أصيل.!)
– ستتعلم المحامية الشابة ساندريلا من هذه التجربة الفريدة ، في بداية تألقها (مُصان الاعتبار) ، إذا لم يحرمها كبرياؤها من تواضع التطلع، أن القانون لا تختزله روب المحاماة و أن سوادها لا يكفي للتعبير عن حداد الأمة من جراء مآسي جرائم حكام عرب العربون.
– السيدة المحترمة ساندريلا ، كونك السيدة الوحيدة في الحلبة .. كونك ساندريلا العرب المتألقة .. كونك الشابة اللبنانية المفوهة ؛ كلها أمور تأتي ضمن الدفوع الشكلية التي يرفض لفيفكم (الأجوف)، تجاوزها نحو لحظة الحسم القاتلة : حتى لو كانت كل الإجراءات القانونية فاسدة ، يبقى الأهم الذي لا يمكن تجاوزه و لا التحايل عليه ، هو من أين لموكلك الرمز (أعني رمز الفساد طبعا) بعشرات المليارات (المحجوزة) و مئات المليارات (المتابعة) و كل هذه الثروة الضخمة التي يعترف بملكيتها و يرفض الحديث عن مصادرها !؟
هذا السؤال الواضح ، البسيط ، كامل الشرعية ، سيحول حتما لفيف المدافعين عنه إلى شهود ضده أو إلى مهزلة أمام جمهور القاعة و منه إلى الرأي العام المحلي و الخارجي ..
كل المؤشرات تفيد بأن لفيفكم فهم بوضوح أنه لا يملك ما يستطيع أن يفيد به موكله سوى محاولة الطعن في الإجراءات الشكلية ، استعدادا لانسحاب جماعي ، تفاديا لمواجهة الحقيقة الصارخة بإجرام موكلكم و شذوذ مبرراتكم ؛ فانسحبوا : تلك هي خطوتكم القادمة الأكيدة و هي أيضا الحل الأفضل و الأوحد أمام أي عاجز عن تبرير جرائم موكله مثلكم ..
تقول سيدة الحضارة الشامخة و الديمقراطية المتبجحة : “جئتُ إلى موريتانيا من بلاد الأرز لأدافع عن رمز”، هل تنسى السيدة ساندريلا أنها تأتي من لبنان الطوائف المتذابحة ، بدستورها العنصري الموغل في المحاصصة البغيضة (الرئيس مسيحي ماروني ، رئيس الوزراء مسلم سني ، رئيس البرلمان مسلم شيعي) . أما رمزية عزيز التي تدافعين عنها ، فهي أسوأ ألف مرة من حظوظ لفيفكم و ديمقراطية لبنان .
“جئت من بلد الحرية” : إن تبجح السيدة ساندريلا علينا بـ”حرية الشواطئ” عمل ينقصه الحذر ..
“ما جئتُ بتحدٍ أنثوي لعقل ذكوري” : فعلى أي اتهام تردين هنا؟ تذكرني هذه العبارة بتساؤل أحدهم (لعله شو) : “لماذا تحلف إذا كنت صادقا” ؟
السيدة سندريلا المحترمة، تعلمي حين تخاطبين مجتمعا بدويا متقد الذكاء ، أتقن لغات العالم و لم ينبهر بها .. أتقن قوانين العالم و لم يأخذ بها .. أتقن إيتيكيت الغرب و رمى عرض الحائط بسخافة أصحابها ، أن تكوني أقل تبجح، فما تحاولينه هنا ، عجزت قبلك السيدة فرنسا العظمى عن التأثير في مجتمعنا عن طريقه ؛ لا يوجد اليوم على وجه الأرض من يستطيع أن يعطينا دروسا في الديمقراطية و الحرية و الأخلاق و المظاهر عندنا لا تخدع غير الناحية الساذجة من الإنسان البسيط : موريتانيا ليست كلها أمثال الشدو و عزيز يا ساندريلا ؛ ثمة صفحة أخرى من حقيقة هذا الشعب ، لم تتصفحيها بعد ..