تحدث التعميم أعلاه عن انتهاكات خطيرة لمعايير توزيع الكوادر التعليمية حسب مقتضيات القوانين المنظمة دون أن يطال مشكل توزيع المدرسين الابعاد الحقيقية لهذه المعضلة التي انجرت عنها اكتتابات عشوائية أدخلت إلي التعليم الكثير من الغث و عطلت الكوادر التربوية الحقيقية عن مزاولة مهنها .
و يعود السبب الرئيس الي رشاوى تلقتها بعض الجهات المختصة مقابل تفريغ اطر كثيرة و تركها تزاول أعمالا حرة يدفعون منها لمن مكنوهم من التغيب عن التعليم و مكنوهم من مزاولة أعمالهم الحرة .
كما يعود إلي سبب ثان ابتكره مسيرون غير اكفاء قذفت بهم الاقدار الي واجهة تسيير الطواقم التربوية فرض عليهم عجزهم عن التسيير الي خلق طابور مواز من المهنيين اتخذوه جيشا احتياطيا لتسيير الازمات مقابل الغياب عن مزاولة مهنهم الرسمية مما مكن أولئك المسيرين العجزة من التغطية علي الاضرابات و التسيب المقصود ليظهروا سيطرتهم العدمية و السلبية مما فاقم مشاكل تذمر القطاعات الفاعلة في التعليم …
و الامثلة كثيرة و يمتلك موقع صحفي ميل ميل الاستقصائي قاعدة بيانات و خرائط توزيع ميدانية مفصلة ينوى نشرها عند الاقتصاء ….
و لم يقف أمر فساد منظومة التسيير التربوي عند حد العبث بتوزيع و تغييب و العمل علي تسيب العاملين في حقول التعليم المختلفة و بالاخص حقل التدريس .. بل طال الشهادات و التحويلات و ما شاكلهما . و ليست حادثة اعدادية كيفة رقم خمسة قبل سنتين سوى مثال بسيط علي فساد اطر التسيير التربوية .
فقد ضبط استاذان تلميذة متلبسة جاءت من المراحيض بورقة ردود علي الامتحان و حين أخذا منها الورقة تم اتهام أحدهما بالتحرش بالبنت و تمت إحالتهما الي ادارة الامن بكيفه ليدخل المدير الجهوي للتهذيب علي الخط مؤازرا للبنت و مهددا للاستاذين ليتبين في ما بعد استلامه لمليون أوقية قديمة عبر شك من المدرسة الحرة التي رشحت التلميذة كوسيط بين المدير و أولياء التلميذة مبلغ تسلمه من البنك ليفضل التحول بعده الي انواكشوط قبل أن يعود هذه السنة الي لعصابة في محاولة يائسة لاخفاء أثر الجريمة .
و قد زج بأمين عام وزارة التهذيب حينها في العملية في محاولات لاسترضاء الاستاذ بعد ما صمم علي كشف العملية و فضحه علنا بعد اطلاعه علي أدلة و براهين تدين المدير …
بدأنا نفتح ملفات فساد هذه أبسطها و ما خفي منها أعظم …