إذا كنت قد عرفت في موريتانيا غلمانا ثرثارة، أخشى أن ترفع علي النذالة قضية مضمونة ، إذا وصفتهم بها ، فقد عرفت فيها رجالا مفخرة للوطن ، لا أتحرج من الإشادة عاليا بوفائهم و صدقهم و نبل طباعهم ، أتذكر حين أفكك شفرة صمتهم ، أن لنا بقية أمل ؛ فلهم مني ألف تحية (مشفرة)..
و لهم مني ألف تقدير و شكر ..
—————————————
حين أصبح ولد الغزواني رئيسا للبلد (بما نتجاوز اليوم تفاصيل اختلالاته غير المجدية) ، لم يتوقع أحد أن يجعل أقرب الناس إليه ، من كانوا أقرب الناس إلى عزيز و أكثرهم وفاء له و عرفانا لفضله عليهم و بفارق مزعج تتجلى فيه خطورة ما يحدث اليوم و يفسر كل أبعاده ، هو أنهم كانوا يخافون عزيز و كان يحاسبهم على أي فلس لم يأذن لهم به ، بينما يَرضخُ لهم غزواني و يُطلق لهم أيادي الفساد في ما يشبه الاستباحة في بعض أوجهه و يشبه العجز عن مواجهتهم في أوجه أخرى .!؟
لم يترك ولد الغزواني ممكنا و لا مستحيلا لتبرير إعادة جميع عصابة حرابة عزيز إلى مواقع فسادهم (المستمر حد الاستنزاف ، بوتيرة متصاعدة منذ وصوله الحكم) ، متذرعا تارة باستمرارية الحكم و تارة بأنه لم يأت على رأس ثورة و لا بانقلاب و مُهدِرًا دم الحقيقة في الأخير ، بدعوى أنهم يمثلون 80% من خُبرات البلد .!
و لا شك أن إنجاز 9% فقط من برنامج تعهدات فخامته ، في شهر دجنبر من العام 2022 (الذي تم التستر عليه بوجوه لا تعرف الخجل) ، لدليل قاطع على كفاءتهم. و ستكون نتائج انتخابات مارس 2023 دليلا أقوى على وفائهم له (لا أدري أيهما) .
و حتما ، ستكون انتخابات 2024 نهاية موريتانيا أو نهاية العابثين بمصيرها (و لا أرى في أي من الاثنين مخرجا منطقيا لمن لا يعمل على الخروج من دائرة أي منهما).
أن يحتقر ولد الغزواني الشعب الموريتاني (كما فعل عزيز) و يُحَكِّمَ في مصيره عصابة حرابة ، تتبجح بنهب المال العام و تحدي شعور الجميع ، و يعتقد أن شرفاء البلد و أعيانه و شيوخه و شبابه و نخبه و جياعه و مرضاه و مهمشيه ، سيساهمون في إعادة انتخابه أو يقبلونها بأي حال، فهو لا شك يشارك عزيز وهما مرضيا أكبر من مشاركته الفساد و احتقار هذا الشعب الصامت اليوم ، بعدما أصبحت الحقائق على الأرض أكبر من كل كلماته..
يؤسفني أن تخون مثلك الحكمة و الحنكة إلى مثل هذا الحد ، يا فخامة الرئيس.
لقد حاولنا طيلة ثلاث سنوات من العبث بمصالح موريتانيا و سمعتها و كرامة أهلها و هدر ثرواتها ، أن نجد أي تفسير لإصرار غزواني على التمسك بأقرب مقربي عزيز و أسوئهم سمعة و أكثرهم إجراما في حق الوطن ..
و لم يعد يهمنا اليوم ما يضمره غزواني و لا ما يعلنه ..
لم تعد تهمنا فوبيا عزيز العائد اليوم إلى موريتانيا بشموخ دي غول و سذاجة تَيْبَه و لا شجاعة غزواني في اللا مبالاة بأحلام شعب لم يعد يتحمل أكثر..
لم يعد يهمنا برنامجه الرائع الملخص في إخفاء حقائق الفشل ، بدعاية من يبررون أخطاءه بأقبح من أوزارها و تآزرها ..
لم يعد يهمنا ضحكهم عليه و تسريبهم لكل أسرار نظامه بخمس دقائق بعد وقوعها ، على صفحات فريق عزيز الإعلامي الذي حوَّل نظامكم إلى مهزلة يتندر بسذاجتها و سخافتها أطفال المدارس..
لم يعد يهمنا و لا يردعنا قانون الرموز العاجز عن حماية رموزنا الوطنية الأهم : العلم و النشيد و الكرامة و السيادة و أبسط حقوق المواطنة..
لم يعد يهمنا و لا يخفى على أغبانا ، أن لجوءكم إلى سن قانون الرموز الذي تحول إلى رمز إدانة رسمية لبشاعة نظامكم، لم يكن أكثر من محاولة غير موفقة لأخفاء نكوص صارخ بوسائل قمع لا تعري غير استحالة استمرارها.
– كان شعوركم بالذنب ، الظاهر من خلال محاولة إخفاء كل الحقائق المؤسفة ، المخجلة ، مدعاة مؤلمة للشفقة على ارتباككم و تخبطكم و تفكيركم في تأمين طريق نجاة بتربص إبراهيمية تحت التجريب ، تلبس مرقعة سلفية ناشز ، فوق خنجر مسموم لم يخطئ يوما ظهور أوفى الحلفاء.
فبماذا يهددكم عزيز و ما كان يجب أن تتجاوز محاكمته و سجنه أكثر من الرد على سؤال واحد : من أين لك هذا أيها اللص الأحمق؟
بماذا يمكن أن يهددكم عزيز و قد كان الشعب الموريتاني مستعدا لاعتبار كل هفوات الماضي إكراهات لو لم تفعلوها لما خلصتم الوطن من ورطة عزيز ، لتحولوا كل معرة إلى بطولة !؟
لقد حاولنا بكل الوسائل و بأعلى درجات التأدب و التفهم و الاحترام ، إخراجك من فوبيا لص جبان ، ما كان يجب أن يرى الشمس لحظة بعد إخراجه ذليلا من عرين بازيب .
و علينا الآن ، حين تأكدنا بما لا يدع مجالا للشك ، من حقيقة عجزك عن مواجهته أو مواجهة نفسك في تجاوز فوبياه ، أن ندعو جميع شرفاء موريتانيا لتحمل مسؤولياتهم الدينية و الوطنية و الأخلاقية : و على من يملك تفسيرا آخر للغز غزواني أن يتكرم علينا به.!
– على ولد الغزواني أن يتذكر أو يعلم ، أن الرئاسة مسؤولية أخلاقية ، أقل تحملا من يقق أي “طريقة عيش” تركب ضياع سُبُل
أضبابٍ أعقد من أذنابها..
– على كل شريف موريتاني اليوم ، لا يريد أن تجرفه لعنة عقوق الوطن ، أن يتذكر مسؤوليته الدينية و واجبه الوطني بالتفاتة تأمل إلى ما يعيشه شعبنا من بؤس و حرمان و تعيشه عصابة الحرابة من ترف و طغيان ، لم تستحقه بتفوق و لا بقوة و لا بذكاء و إنما بضربة سوء حظ يعرف كل منا في نفسه نصيبه من مسؤوليتها و يكفي أن يتحرر كل منا مما تمليه الأمارة بالسوء لوضع نقطة نهاية لهدير نزيفه.
موريتانيا اليوم مهددة الوجود و البقاء بضعف نظامها و استهتار أعدائها الداخليين ، أعني وزراءها و إدارتها و قضاءها ، قبل افلام و إيرا و منظمة معيلات الأسر و عزيز و مجرته الإرهابية في المنطقة .
و يمكن أن تتهمونا بالارتزاق و الخيانة و العمالة ، لكن لا يمكن أن تحولونا إلى شهود زور على وطنية من نهبوا بلدنا و احتقروا شعبنا و دمروا كل وسائل نهوض قادم أجيالنا..
يمكن أن تخدعونا بعض الوقت بكذبة وفائكم لوطن لن يغفر لكم عقوقه ، لكن لا يمكن أن تخدعونا كل الوقت بزيف ادعاءاتكم و جبن احتمائكم خلف وهم قانون رموز (فساد) يكفي لإدانتكم بكل ما تهربون منه ..
و حين أتطرق إلى تفاصيل “فوبيا عزيز” بالفواصل و النقاط ، سيفهم الجميع معنى ما أقصده ، بتحول كل ما ترونه من تبجح و أبهة إلى أعلى درجات المشفة و الشفقة ..