وكالة صحفي مَيل مَيل

بماذا يستطيع ان يهددنا اللص عزيز/سيدي علي بلعمش

– لا تحتضن أرض موريتانيا الطاهرة قبر أب واحد ولا جد (حتى آدم) ، لولد عبد العزيز ..

– لم يولد ولد عبد العزيز على أرض موريتانيا الطاهرة ، بل ولد في دارو ميستي التابعة للوگة..

– لم يولد ولد عبد العزيز موريتانيا بل ولد سينغاليا و حمل شهادة ميلاده السينغالية و دخل الابتدائية بأوراقه السينغالية..

– لم يحصل ولد عبد العزيز يوما على أوراق تجنيس موريتانية ، بل حمل أوراقًا مزورة تدعي بأنه ولد موريتانيا في مدينة أگجوجت : و من شروط قبول الترشح لرئاسة موريتانيا ، حسب نص الدستور ، أن يكون المترشح ولد موريتانيا ..

– لا يحفظ ولد عبد العزيز (في أرض المليون شاعر) ، بيتا واحدا من الشعر العربي أو اللهجي

كل هذه الأمور ، على فظاعتها و خطورتها و بديهيتها ، لا تعني أي شيء للمجلس الدستوري الموريتاني .. لا تعني أي شيء للبرلمان .. لا تعني أي شيء للمحامين . و الأخطر من هذا كله أنها لاتعني أي شيء لشغب الرأي العام.!

ما يَفُوتُ الكثيرين و يُفَوِّتُه الكثيرون و يتعامل معه الجميع بأعلى درجات الإهمال و اللا مبالاة ، هو أن جل عناصر “افلام” في الخارج هم أفارقة من مختلف الجنسيات ، ليس فيهم من دخل موريتانيا قط و أكثرهم لا يعرف موقعها الجغرافي ، يحصلون على اللجوء السياسي في أوروبا بأوراق موريتانية مزورة بدعوى أنهم مضطهدون من سلطات البلد في دولة البيظان (دولة الفصل العنصري).

لقد كررت دائما أن ولد عبد العزيز لا يمكن أن يًُتهمَ بالخيانة لأنه لا يربطه أي ميثاق بالوطن ، لا قانوني و لا روحي و لا حتى اعترافا بجميل . و قد ظل يكرر في كل مجالسه “الخاصة”، عبارته المشهورة “اشعيب منافق لا يستحق أي احترام” (ليت النفاق و الاحترام يتكلمان)

اليوم يعود عزيز إلى رهطه و أشباهه ، ليقود ثورة “تغيير” من باريس ، بعد تغيير جلده للمرة الثانية (الأولى من الولفية إلى البيظانية و الثانية من البولارية إلى البيظانية) ، بقيادة الزعيم الروحي لحركة “أفعى سينغور ” ، ماكي صال.

ضعف النظام الموريتاني في مواجهة جرائم افلام و إيرا، يعود بالكامل إلى عدم التصنيف الدقيق و غياب تحديد جهة الاختصاص المكلفة بمهمة محقهما : فهو الآن ملف سياسي تارة و تارة ملف أمني و تارة ملف رأي عام و تارة ملف حقوقي …

هذا ملف أمني بحت ، تشترك في تعقيده و تصعيد وتيرته و تمييع حقيقته ، جهات خارجية بالدرجة الأولى و أخرى داخلية ، تلبس له ألف زي ، يجب أن يكون من اختصاص الجهات الأمنية (الداخلية و الخارجية) بالكامل، هي من تستعين فيه بمن تراه ضروريا لذلك (حقوقيين، سياسيين ، إعلاميين و غيرهم من أصحاب الاختصاصات ذات الصلة) و هي من يجب أن تكون فيه صاحبة الرأي الأوحد و القرار الأوحد و الكلمة الأخيرة.

الأمور الكبيرة لا تدار بهذه الفوضى و لا تحسم بهذا التردد و لا تعالج بمثل هذا التسامح ..

– على موريتانيا أن تمنع الحديث باسم أي أثنية بإعطاء كل مواطن كامل حقه أمام العدالة..

– على موريتانيا أن تلجم على عصى من نار ، كل من يتكلم بأبعد من صفته الفردية كمواطن مصان الحقوق و الكرامة ..

– على الأمن الموريتاني أن يفتح ملفا قضائيا لكل من يسيء إلى البلد ، يلزم صاحبه بإثبات صحة انتمائه بالأدلة الكاملة ، بتسلسل آبائه و مقابرهم و إحصائهم و دفعهم الضرائب أو إعفائهم منها ، في العهد الاستعماري الذي شمل الجميع و ما زالت كل وثائقه موجودة في الأرشيف الوطني و الفرنسي ..

– على السلطات الموريتانية أن تكشف للرأي العام كل حقيقة التسويات (بالوثائق)، التي تمت من عهد ولد الطائع حتى الحين ، حول ما يسمونه “قضية الإرث الإنساني” المؤسس على خلفية أكبر جريمتين عرفتهما البلاد ( انقلاب عسكري من أثنية واحدة لا تخفي عنصريتها و محاولات انفصالها المتكررة و شجار سخيف بين مزارع سينيغالي و منمي سينيغالي ، لا يَخفَى تربص السينغال فيه بموريتانيا و محاولة جرها إلى حرب ، بهدف التخلص من ورطة البولار بالبحث لهم عن وطن بديل ، أغروهم و ضحكوا عليهم بأن تكون موريتانيا و هو حلم سيدركون بعد التخبط في خرط القتاد ، أنه ولد و سيعيش في قبضة المستحيل.

لدينا اليوم كل الأدلة على تآمر و إجرام افلام و إيرا في حق بلدنا و نعرف من يأوونهم و من يؤطرونهم و من يحرضونهم و من يستغلون غباءهم للضغط على موريتانيا في قضايا بعيدة عن مرمى فهمهم و إدراكهم ، مستعدون لبيعهم فيها بأقل من ثمن كلب ضائع ، كما فعلوا في أكثر من مرة و مع ولد الطائع بالضبط ، المتهم لديكم بكل ما تدعون من جرائم في حق من كنتم وراء جرهم إلى ما وقعوا فيه بسبب عمالتكم و ارتزاقكم و بحثكم المستميت عن مأوى في أوروبا بادعاء اضطهادكم في موريتانيا ..

إن تعامل الدول الأوروبية معكم على هذه الخلفية الواضحة ، يجعلها أكبر متسبب في الهجرة السرية و حين تقول لهم السلطات الأمنية الموريتانية أن يوقفوا هذه المهزلة أو نطلق عليهم أمواج المهاجرين الأفارقة التي نمثل الجبهة الأمامية لصدها عن احتلال أوروبا ، سيتم طردكم جميعا من العواصم الأوروبية و تجريم كل أنشطتكم فيها المعادية للبلد.

لم تكن إشارة سينغور الذكية تعني ما ذهب الجميع إليه حين تحدث عن “أفعى البولار” . بل كان يعني بوضوح (لمن كان يريد أن يوصِل إليهم الحل من دون أن تفهم ضحاياه) ، أن على غينيا و السنيغال أن يمحقوا البولار لأن أي ضغط على “الأفعى” (من ذيلها أو بطنها) سيجعلها تعض موريتانيا حيث يوجد رأسها.

أهم ما يجعل مذكرات السياسيين في غاية الأهمية ، هو أنهم يكتبونها في أواخر أعمارهم و يذكرون فيها كل الممنوع و المسكوت عنه في زمنهم.
أما الموريتانيون فيكتبون مذكراتهم لدفع التهم عنهم و هذا ما يحولها إلى أكاذيب لا أهمية لها على الإطلاق : لم يتحدث المختار ولد داداه (رحمه الله و تجاوز عنه) في مذكراته عن قول سينغور له ، في مطار نواكشوط : “يا مختار لا تفسد إفريقيا ؛ البولار لا يعينون وزراء” . و كان سينغور حينها في زيارة للبلد ، يقدم له مدير البروتوكول الشخصيات السامية المستقبلة له في المطار و كان من ضمنهم وزير موريتاني عرف سينغور أنه بولاري من خلال اسمه ، فلم يستطع انتظار انفرادهما ، و سحبه فورا بيده أمام المستقبلين ليبلغه استياءه.

لو كان البولار أذكياء .. لو كانوا رشداء .. لو كانوا حكماء ، لاعتبروا موريتانيا و بيظانها على وجه الخصوص أقرب الناس إليهم و أوفى الناس لهم و أقل الناس أسبابا لعداوتهم بما يربطهم من وشائج و مقدسات : دينية و عرقية و تاريخية و مصيرية . لكن موريتانيا لن تكون أرض بولار غينيا و لا بيظان تيندوف و لا وولف السينيغال…

إن أسوأ ما يصيب الأمم على امتداد العصور هو تولي النخب المرتشية ، المزورة ، قيادة المركبة .

و لن تكون موريتانيا ضحية اضطهاد البولار في بلدانهم و لا أرض ميعاد من لا أوطان لهم ..
و يخطئ من يعتقد أن ما نبديه من لين و تَغَشُّم ، يخفي غير خوفنا من أنفسنا حين لا يكون هناك بد مما ليس منه بد.