كان يجلس فى مؤخرة القسم فى المدرسة رقم 3بأطار ،كانت تسمى مدرسة العدالة،كان يفوض فى المقاعد الخلفية و يكره الانضباط،و فى فترة مبكرة دخل فى مغامرة هو و أصدقاء المراهقة،كان ضحية تلك المغامرة أحد أركان نظام ولد هيدالة،مع عمليات نشل هنا و هناك،كان بعض الأطفال السائبين،يقومون بها هنا و هناك،فى عرض و طول مدينتا الحية،التى تأثرت إيجابًا و سلبا بأجواء المدنية.
ثم جاءت سنون و ظهرت التنظيمات الحركية القومية و الإسلامية بعد موجة الكدحة،و حسبوه وثيق الصلة بالتنظيم السري الإسلامي،فى أواسط الثمانينات أيام حكم معاوية،فاستطاع شيخن توجيه ضربات موجعة للإسلاميين،عبر تمكين إدارة أمن الدولة من معلومات ذات بال، عن ما يسمى بالحركة الإسلامية وقتها!،و عن طريق دداه و لوليد تطورت علاقة شيخن بنظام معاوية.
أما دداهى بحكم انفتاحه المدروس،فلا يستغرب بأي طريقة تعرف عليه شيخن ولد الننى أكثر،و أما لوليد ولد وداد فقد كان صنو فاضل ولد الداه صهره…إذن الطريق مفتوحة ،بل و معبدة….و فى تلك الفترة و فى البداية،و دون شهادات تذكر،ظهر شيخن صحفيا و متعاملا مع النظام،يكسب منه الدعم الواسع لنشاطه الإعلامي و غيره.
و لم يقبل ولد عبد العزيز كبير انفتاح على شيخن، لكنه لم يعاديه علنا،و تمكن لاحقا بفضل وساطات ولد غزوانى من تحقيق هدف الدخول لساحة الدبلماسية الموريتانية،فعين قنصلا عاما فى دكار ،كما عمل فى النيجر، ثم عين لاحقا سفيرا فى دكار و سفيرا بعدها لدى اليونسكو،و كان “فضله كبيرا” على الأسرة التى دعمته أيام معاوية،فلم يبخل عليها بالاستهداف بالمناشير و عرقلة أعمال رجال أعمالها،خصوصا فترته فى النيجر،عندما تحرك محمد ولد نويكظ للاستثمار هناك، فأبلغ ولد عبد العزيز،الذى تحرك بسرعة لدى الرئيس النيجري،الذى تحرك فوريا لمنع ولد نويكظ من ذلك الاستثمار.
لم يتلقى شيخنا ولد الننى أي عرقلة تذكر أيام ولد الطايع أو عزيز،ففترة ولد الطايع كان محمد فاضل ولد الداه كفيلا بحمايته،و هو المقرب من معاوية،من أيام صاديه ،رحمها الله،و فى عهد عزيز، كان ولد غزوانى حريصا على مصالح شيخن.
و قد استطاع شيخن على غرار جرناليات اسنيم اكتتاب الآلاف فى الشركة الوطنية للماء(snde)،و رغم اعتراض المدير الحالي، ولد جعفر، فلم تكن الإجراءات قاسية ضد عمولات شيخن فى snde ،فقد استطاع الإبقاء على أكثر من 1700 عامل ،و اكتتابهم رسميا.
و عندما تحرك شيخن باسم العمل الخيري، لتقود السيدة حرمه قافلة هناك،و خصوصا فى آدرار،لم يبخل عليه أصحاب المصارف وغيرهم ،بالدعم السخي،حيث دعمه ولد نويكظ و اسلمو ولد تاج الدين و ولد بون مختار و غيرهم من مدراء المصارف،كلهم بمعدل خمس ملايين أوقية قديمة.
و استغلال النفوذ كان حاضرا فى كل المحطات،خصوصا أيام حكم ولد غزوانى،فحتى شنقيتل عندما أرهقتها الدولة بالضرائب ذات مرة،تدخل شيخن للتفاهم بين إدارة الضرائب و شركة الاتصال المذكورة،و كان لشيخن نصيبه من السمسرة.
و كان الملف الأخطر و الأكثر شيوعا و شراسة ملف القطع الأرضية ،حيث حرك شيخن بهذه الشراهة الحمقاء وسائل الإعلام ضد سمعة نظام ولد غزوانى،و مهما كانت خطورة الملف فقد دفع الثمن بعض سماسرة العقار الضعفاء،من أمثال محمد لمين ولد لكبار و غيرهم،و الذين لا صلة لهم بملف شيخن العقاري،و إنما تزامنت مساءلتهم مع زوبعة شيخن فحسب،فمازالوا فى السجن و بقي ولد أقربط و شيخن و غيرهم خارج حلبة الإدانة المباشرة،رغم ما كسبوا من مال و ما سببوا من فوضى فى هذا القطاع الحساس.
و أخيرا و ليس آخرا أطلق مبادرة، قال بأنها غير خاضعة لجلباب حزب الإنصاف،و فى مجالس متعددة عبر عن استقلاليته فى مبادرته،و كأنه يريد مضايقة ما يسمى فى الأدبيات السياسية المحلية،ب “حزب الدولة”،و بدأ يعامل سيادة الرئيس،غزوانى، و كأنه ندا له،و بهذا ربما وصل شيخن لمرحلة الغرور و الانكشاف،فبادر النظام القائم بقيادة صهره غزوانى بقص جناحيه،و قد تأتى اقالات مرتقبة،خصوصا فى الوسط الإعلامي،تعبيرا مباشرا عن استهداف مصالح شيخن فى القطاع و فى الدولة عموما.
فهل ستمثل هذه الإقالة الأخيرة، بداية النهاية لنفوذ ولد الننى فى أوساط السلطة و التأثير،أم الأمر مجرد استراحة محارب ربما؟!.