بعد تحرير فرنسا (بإعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية) ، نظم الجيش الفرنسي مسيرة حاشدة ، استقبلها الفرنسيون على أرصفة و شرفات الشانزيليزي ، بالورود و الفرح و الدموع .
و كان في انتظارها أسطورة فرنسا الخالدة (الجنرال دي غول)، عند قوس النصر .
و حين لاحظ دي غول تعرُّجَ قادة المسيرة اعتزازا بنشوة الانتصار ، أوقف المسيرة فجأة و قال في انفعال: “حطوا أنوفكم في الأرض، ليس لأحد فضل على فرنسا ، إن فضل فرنسا على الجميع” ..
إذا كان قالها دي غول لمن حرروا فرنسا بأنهار من دمائهم ، فماذا نقول نحن لمن دمروا بلدنا ببحر من دمائنا و شقاء شعبنا؟
كان لا بد أن أتذكر هذه الحادثة الخالدة ، حين يتبجح علينا اليوم من أفني عمره في خدمة عزيز (لا خدمة موريتانيا) ، بقوله اليوم “بعد أكثر من أربعة عشر سنة في خدمة الدولة في الإدارة والدبلوماسية”
تقول المناضلة الغواتيمالية ريغو بيرتا مينشو “يمكننا أن نغفر الكثير لكن ، علينا أن لا ننسى أي شيء”
على من ينسون (حين يتسلمون وظائفا في الدولة)، أن التاريخ لا يرحم ، أن يتأكدوا أن لهذا الوطن حراسا للذاكرة و الوجدان ، سيظلون لهم بالمرصاد.
نعم يا من أحرقتم مراكب العودة يوما ، “يمكننا أن نغفر الكثير ، لكن ، علينا أن لا ننسى أي شيء”