شهدت ولاية لعصابه خلال نهاية القرن الماضي و بدايات القرن الحالي تنافسا حادا بين الممولين جعل كل ممول يعمل في البلاد يعتمد كيفه مقرا له .
و شملت التدخلات كافة ميادين الحياة و تم انفاق المليارات المتكررة و لكن اي أثر لم يبق بعد رحيل أولئك الممولين سوى كتلة من الأفراد جمعتهم مهنة جمهور القاعة .
هذا الجمهور يلتئم كل ما حل ضيف بالمدينة ايا كانت مهمته و ينقسمون بين القاعات اذا تعددت المناسبات و قد تتزامن الأنشطة فيتحتم عليهم الانقسام الدورى و التياوم علي القاعات ليثبتوا لكل نشاط ولاءهم اللامشروط و للجهات المنظمة فهم لا يقبلون أن يبقي نشاط بدون جمهور ( ما اعدلو العار لاية جهة ) .
و تدور الاجتماعات المقامة بين اقتراح مشاريع او خطط او المصادقة عليها او تنفيذها او القيام بحملات معينة …
و يشكل بعض رؤساء المصالح العمومية و بعض قادة الاسراب و شيء غير يسير من الامعات النوايا الصلبة لجمهور القاعات …
و من هنا تبدأ خلايا الفساد تعيش و تنقسم في اي نشاط منذ اللحظات الاولي لافتتاحه و في كل طور من اطوار نموه حتي اذا بدا تنفيذه تم احتواءه و استهلاكه من طرف الجهة المخططة وهى نفسها المنفذة و هي ذاتها المستفيدة فهل الي نمو من سبيل …
هكذا تم إجهاض كافة التدخلات التي عرفتها الولاية خلال العقود الماضية : فموظفو القطاع المشرف هم مجتمعه المدني و بالتالي هم وحدهم المستفيدون من هذه التدخلات …
و قد فطن الفنيون المشرفون علي توزيع هذه التمويلات فنشأت بينهم و بين فنيي القطاعات المعنية زمالة و التحام بلغ درجات تحضير العمليات حتى لاستهلاك ما تبقي من ارصدة لأي مشروع أوشك علي نهايته الزمنية …
و يستطيع المراقب الجزم بأن اغلب العاملين في القطاعات المخصصة للجهات الهشة ينتقون انتقاء من جملة أولئك الخبراء و الفنيين الذين كانوا يؤطرون ملتقيات القاعات …
و لهذا الأسباب بالذات جاءت نتائج الصناديق العملاقة التى قررتها الحكومة لمكافحة الكوارث التي حلت بالبلاد كصندوق كورونا و كتآزر … و غيرهما كثير جاءت نتائجها تافهة لا تسمن و لا تغني من جوع …
من هنا يتبين مكان الفساد و تتضح ملامح من يمارسوه و تتأكد خطورته و وجوب كفه و محاسبة المسؤولين عنه.
هذا غيض من فيض أشرنا اليه تلميحا لا تصريحا لعل الله يقيض له من يحقق فيه او من يأمر بكفه .
محمد المهدى صاليحى