ليس من المبالغة إذا قلنا أن اللغة العربية تحتل المركز الرابع كأكثر اللغات انتشاراً في المعمورة إذ يتحدث بها ما يقارب مائتين وثمانون مليون شخص ويحتاجها أزيد من مليار وسبعمائة مليون مسلم في جميع القارات لفهم دينهم، ولهذا يسعى الكثيرون لتعلمها نظراً لكونها لغة الدين الإسلامي، ويحبها كل مسلم للمقولة المشهورة “أحب العربية لثلاث لأنها لغة القرآن ولغة محمد صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة”.
ــ على العموم تعد اللغة العربية من أهمّ مقومات الهوية الإسلامية، حيث عملت على نقل تاريخ وثقافة الحضارات والأمم عبر الزمن، كما تعد من أهم العوامل التي حافظت على توحيد الأمة المحمدية على اختلاف أعراقها وثقافاتها وتنوع لغاتها، وساهمت في حفظ تاريخ المسلمين ودينهم وتطور الحضارة منذ العصر الجاهليّ حتى يومنا هذا، ونالت أسمى آيات التقديس بمعجزة نزول القرآن الكريم بها الشيء الذي أضفى عليها القدسية والعناية الإلهية، فقد تحولت من لغة تختص بقبائل الصحراء إلى لغة أمّة إسلامية قادت الحضارة لقرون متتالية.
ــ نزول القرآن الكريم كلام الله المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه باللغة العربية وهو الرسالة العالمية من الله للبشرية جمعاء (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، أكبر دليل على مكانتها فكانت وسيلة لنقل أسمى المعاني في هذا الكتاب العظيم، وكتب لها الحفظ بحفظه والبقاء عبر الأزمان، لأنها تتميز بالكثير من الميزات المهمة مثل كونها لغة خالية من العيوب وقابلة للبقاء ليست كغيرها من اللغات المعرضة للاندثار والزوال عبر الزمن فهي من أغنى لغات العالم، وقد استمدت قوتها وعظمتها من هذه الرسالة الخالدة حتى غيرت ثقافات الكثير من الأمم وحلت محل لغاتهم.
من كل هذا فإنني اليوم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أعدكم بأن سيظل قلمي سيفا مسلولا دفاعا عنها، وقد سمعت الكثيرين في بلدنا يطالبون بتفعيل المادة السادسة من الدستور وعليه فأنا أطالب بتفعيل القرآن لأن العربية هي لغة القرآن ومنه نالت مكانتها في قلوب المسلمين.
من موقع الساحة