تدوينة : بئر الخيانة

بئر الخيانة… حين يُغدر بالوطن*

الخيانة ليست مجرد فعلٍ عابر، بل هي *بئرٌ مظلمٌ* ، كلما سقط فيه أحد، تاه عن النور، وابتلعته الظلمات.
وأشدّها وأقبحها: *خيانة الوطن* ، لأنها ليست خيانة لفرد، بل خيانة لأرضٍ احتضنتك، وشعبٍ وثق بك، وأمانةٍ أُلقيت على عاتقك.
حين يخون الحاكم أو المسؤول وطنه، لا يكون قد خان وظيفة أو منصبًا، بل خان *أمةً بأكملها* ، خان دماء الشهداء، وآمال الأطفال، وعرق الكادحين.
خان الأمانة التي استُؤمن عليها، وبدّل العدل بالجور، والرحمة بالنهب، والصدق بالكذب.
قال الله تعالى:
> *”يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”*
(الأنفال: 27)
وفي الحديث الشريف، قال النبي ﷺ:
> *”ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته، إلا حرّم الله عليه الجنة.”*
(رواه البخاري ومسلم)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
> *”إن الله يبتلي الناس بالحاكم، فإن عدل شكروا، وإن ظلم صبروا، وإن خان، فالله خصمه.”*
أبو رُغال… أول خائن في ذاكرة العرب
ولأن الخيانة جُرحٌ لا يُنسى، فقد حفظ التاريخ العربي اسم أول من خان قومه، وهو *أبو رُغال*
ذاك الرجل الذي لم يرفع سيفًا، ولم يطلق سهمًا، لكنه *دلّ أبرهة الحبشي على طريق الكعبة* ، ليهدم بيت الله الحرام
لم يكن في جيش أبرهة، لكنه كان *الدليل الخائن* ، الذي باع قدسية الأرض مقابل رضا الغازي.
ومات أبو رُغال في الطريق، فدفنوه في المغمس، وصار قبره يُرجم بالحجارة كل عام، حتى جاء الإسلام
لقد صار اسمه *مرادفًا للخيانة* ، حتى قيل في كل خائن: _”هذا أبو رُغال جديد.”
الخيانة… لا تُبرر، ولا تُنسى
الخيانة لا تُغتفر، لأنها *تقتل الثقة* ، وتُسقط الهيبة، وتُطفئ نور الأمان.
وأسوأ الخيانات:- أن يخون القائد شعب- أن ينهب المال العام
أن يُجمّل الباطل، ويُشيطن الح- أن يُقدّم مصالح الأعداء على مصلحة الوطن
كل خائن يظن أنه أذكى من شعبه، لكنه لا يدري أن التاريخ لا يرحم، وأن الله لا ينسى
الخاتمة: كن أمينًا… تكن عظيمًا*
ليست البطولة أن تحكم، بل أن *تحكم بالعدل*.
وليست القوة أن تملك، بل أن *تصون الأمانة*.
فمن خان وطنه، خان دينه، وخان نفسه، وخان الله..”_
فاحذر أن تكون “أبو رُغال” في زمانك، حفظ الله موريتانيا 🇲🇷 وشعبها
وكن ممن يُقال عنهم: _”كان أمينًا، فحفظه الله، وخلّده الناس.”

زينب الطايع

اظهر المزيد